"عمران" 45: خمس دراسات سوسيولوجية

22 اغسطس 2023
محمد خدّة/ الجزائر
+ الخط -

صدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" و"معهد الدوحة للدراسات العليا" العدد الخامس والأربعون (صيف 2023) من دورية "عُمران" للعلوم الاجتماعية، وتتضمّن دراسات حول "حراطين موريتانيا"، والتنمية وشرط الاستعمار الاستيطاني، وغيرها.

"تيبولوجيا الهوية الدينية الرقمية: دراسة سوسيولوجية لتعبيرات الشباب الدينية عبر فيسبوك" عنوان بحث نادية العالية، الذي يهدف دراسة الحسابات الشخصية لمتديّنين على موقع فيسبوك، باعتبارها تجسيداً للهوية الدينية في بُعدها الرقمي، وذلك من أجل الوصول إلى وضع تيبولوجيا لهذه الهوية. ويتمحور السؤال المركزي حول الكيفية التي تُبنى بها الهوية من خلال هذه الحسابات.

 وفي دراسته "النبز في الثقافة السياسية التونسية"، يقترح عبد الله جنوف مصطلح "النبز" لتسمية الإهانة السياسية، ويعرّفه بأنه "لقب مهين يخترعه المتكلم في سياق خاص ويسمي به خصمه لتشويهه"، ثم يحلّل الباحث كلمات وعبارات كثيرة من الخطاب السياسي التونسي في فيسبوك، ويحاول أن يستدلّ على فكرة أساسية هي أنّ النبز ليس خطاب سخرية فقط، ولا أداة خصومة أيديولوجية، بل هو خطاب ثقافة سياسية تشكلت في دولة التسلّط، ثم كانت من أسباب فشل انتقال الديمقراطية في تونس.

غلاف الكتاب

أما دراسة "'حراطين موريتانيا': إلى أيّ مدى يتحكّم الأصل الاجتماعي في فُرص الحراك وتغيير المكانة؟"، لمحمد يحيى حسني، فتضيء المُتغيّرات المُتحكّمة في التراتبية الاجتماعية داخل المجتمع الموريتاني، التي جعلت بُنية الماضي تُحافظ على صلابتها في الحاضر، ثم ترصد المتغيّرات التي ساهمت إلى حدٍّ ما في خلخلة تلك البنية، وفتحت المجال لتحوّلات في المكانة، ندّعي أنها محدودة ومُبرمجة ولا تعبّر عن تكافؤ حقيقي في الفرص.

وتنطلق دراسة "التنمية وشرط الاستعمار الاستيطاني: إدامة للسيطرة النيوكولونيالية والفصل العنصري" لحسن أيوب وعليان صوافطة، من مشكلة التأطير المفاهيمي لوجود إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلّة عام 1967، وعلاقة فهمها بواقع تجارب التنمية، فإذا ما كانت إسرائيل هجيناً بين خصائص الاستعمار الاستيطاني، والنيوكولونيالية والاحتلال العسكري، فإنّ الفرضية المركزية تقول إنّ الاستعمار الاستيطاني قد عمل بوساطة أدوات القوّة الإكراهية المادّية والمعنوية على خلق بنىً اقتصادية وغير تنموية تتلاءم مع علاقات القوّة في سياقها الاستعماري الاستيطاني، وتُعيد إنتاجها في إطار منظومة الفصل العنصري.

وتستند دراسة "صمود عابر للمناطق: ردود اللاجئين على أنظمة القمع المتعدّدة في مخيم برج البراجنة" لرامي رميلة، إلى مقابلات شبه منظّمة وملاحظات ميدانية واستبيانات أُجريت بين عامَي 2019 و2022، وتكشف أيضاً عن التنوّع في استجابات الفلسطينيين للقمع، وتؤكّد أهمية السرد والعمل الجماعي في تحدّي العنف الاستعماري الاستيطاني، وكذلك أهمية جوهر الصمود التحرّري.

وفي باب "ترجمات"، نقرأ ترجمة عومرية سلطاني لنص كليفورد غيرتز "محاضرةٌ فارقة: مناهضةُ مناهضةِ النسبية". أما باب "مراجعات الكتب"، فاشتمل على مراجعة عثمان عثمانية لكتاب "تاريخ مختصر للمساواة" لتوماس بيكتي، ومراجعة أحمد إدريس لكتاب في "معنى الأرض: استعادة الذات الفلسطينية" لبلال عوض سلامة.

المساهمون