علا العجيزي.. في قرابة اللغتين العربية والمصرية القديمة

15 يناير 2023
(كتابات هيروغليفية على عتبة وكالة الأمير قوصون في القاهرة)
+ الخط -

في عام 1888، أصدر الآثاري والباحث المصري أحمد كمال باشا (1851- 1923) معجماً بعنوان "الفرائد البهية في قواعد اللغة الهيروغليفية"، وضع فيه -لأوّل مرة في تاريخ تأليف معاجم هذه اللغة- الكلمات العربية المقابلة للكلمات المصرية القديمة، وتفرّغ بعد ذلك طوال عشرين عاماً لوضع قاموس لهذه اللغة مكوّن من اثنين وعشرين جزءاً.

واجهت هذه الأفكار حول الصِّلة بين اللغتين، استعادة الهوية الحقيقية للُغة مصر القديمة، رفضاً من قبل الدوائر البحثية الغربية خلال أكثر من مئة عام، لكن ظهرت مؤخراً العديد من الدراسات التي وضعها أركيولوجيون ولغويون تؤكد تلك الصلة، وتدعمها بالأدلة والحجج العلمية.

"بين المصرية القديمة والعربية.. تشابهات لغوية متعدّدة"، عنوان المحاضرة التي تقدّمها أستاذة الآثار المصرية علا العجيزي عند الخامسة من مساء الثلاثاء، الحادي والثلاثين من الشهر الجاري، في "المعهد الفرنسي للآثار الشرقية" في القاهرة، بالتعاون مع مبادرة "المكان والناس".

تفنّد المحاضرة آراء العديد من غير المتخصصين بالقول إن اللغة المصرية القديمة من اللغات التي يطلق عليها "لغة ميتة"، وأنها تكتب برموز غريبة، ولا تنتمي للأبجديات المعروفة لدينا، لا نعرف كيفية نطقها؛ إلا أن الواقع مختلف تماماً، بحسب بيان المنظّمين.

توضح العجيزي أن اللغة المصرية القديمة تنتمي إلى عائلة ما يعرف باللغات الأفرو-آسيوية وهي تلك التي تنتمي لها اللغة العربية واللغة الآرامية، وبالعودة إلى ما قام به العالم الفرنسي شامبليون من فكّ رموز حجر رشيد، والتعرف على القيم الصوتية لهذه الرموز أو العلامات، والدراسات التي قام بها هذا العالم وغيره من العلماء المهتمين بالآثار واللغات القديمة على القواعد التي تحكم تركيباتها اللغوية، يتبين تشابه اللغة المصرية القديمة باللغة العربية، ليس فقط، من حيث تركيباتها اللغوية، ولكن أيضا تشابه الكثير من مفرداتها بما هو مستخدم حاليا في اللغة العربية.

وأشرفت العجيزي على إصدار قاموس للغة الفرعونية القديمة باللغة العربية، عن مركز الخطوط في "مكتبة الإسكندرية"، شارك فيه مجموعة من الباحثين، وفيه يظهر أن الخطوط التي كتبت بواسطتها اللغة المصرية القديمة مماثلة من حيث وظيفتها للخطوط العربية.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون