علالة الحواشي: حلاجٌ يغادر بلاده

29 اغسطس 2021
علالة الحواشي في قراءة شعرية عام 2018
+ الخط -

قبل أيام من بدء إجراءات الحجر الصحي المتتالية في تونس مع وصول فيروس كورونا، قدّم الشاعر والكاتب التونسي علالة الحواشي في "مكتبة البشير خريف" في تونس العاصمة روايتين صادرتين قبل أسابيع: "أسفار أبي الأحناش المفقودة" و"دارنا ودوّارنا".

من جهة، بدا أن الشاعر قد قرّر الانكباب على الرواية، ومن أخرى بأنه قد دخل مرحلة من التدفّق ستتتابع خلالها إصداراته التي سيكون خيطها الناظم فصولا من سيرته كما أشار لذلك في كلمته ذلك اليوم. مرّت الأشهر ولم تصدر مؤلفات أخرى للحواشي، وهو الذي طالما أشار إلى كثرة المخطوطات الجاهزة للنشر، وقبل أن ينجلي الوباء، رحل الشاعر التونسي صباح يوم الأحد عن 62 عاماً. 

عُرف الحواشي بحضوره في الحراك المدني في تونس، سواء قبل الثورة مع مشاركته في إطلاق "رابطة الكتّاب الأحرار" التي كانت محاولة في توفير هيكل قانوني يجمع الكتّاب في تونس خارج دوائر السلطة، ومع الثورة كان دائم الحضور في الوقفات الاحتجاجية التي تمسّ حقوق الشعب، كما كان ناشطاً من خلال آرائه في شبكات التواصل الاجتماعي.

هذا الإشعاع من خلال الحضور الجسدي، لا نجد ما يقابله من إشعاع من خلال النصوص رغم أن الحواشي كان كثير الحضور في الفضاءات الثقافية المختلفة. لقد بقيت تجربة الحواشي الشعرية ثم السردية بعيدة عن الاهتمام النقدي، وحتى الإعلامي، وفي ما عدا بعض الندوات التي شارك فيها وتحدّث مع آخرين عن أدبه لا نجد الكثير مما قيل عنه. 

بدأت إصدارات الحواشي عام 1995 مع مجموعته الشعرية "حلّاج البلاد"، تلاها ديوان "صلوات أخرى" و"فرس النهر" سنة 2004، وبعد توقّف عن النشر لسنوات عاد بإصدار مجموعة شعرية (على نفقته الخاصة) بعنوان "يتدفأ بالذكرى" (2011)، ثم أصدر في 2014 عملاً بعنوان "هذا الكتاب"، ثمّ روايتي "أسفار أبي الأحناش المفقودة" و"دارنا ودوّارنا" بشكل متزامن في نهاية 2019.

المساهمون