ضمن فعاليات الدورة الثالثة من "المعرض الوطني للكتاب التونسي"، يُقام العديد من الفعاليات ذات الصبغة التكريمية والتي بدأت بندوة حول المفكّر التونسي عبد المجيد الشرفي، أقيمت في "ساحة المسارح" في تونس العاصمة أمس الجمعة، كما جرى إطلاق كتيّب جماعي عنه.
أدارت الندوة الباحثة آمال القرامي، وكانت المحاضرة الأولى بعنوان "نقوش في الذاكرة... أستاذ الأجيال" تحدّث فيها الباحث بسّام الجمل، وضِمنها قال متوجّهاً إلى الشرفي: "إنّ الدروس التي استخلصتُها من تجربتي مع الأستاذ عبد المجيد الشرفي جديرة بالتدبّر والتأمل وأَوْلاها بالذكر أن تكون كتاباتك من جنس السهل الممتنع. ومن تلك الدروس أيضاً أن تكون لك مساهمة ولو بوضع لبِنة في صرح العِلم، فيكون لك نصيب في الإضافة المعرفية، فتزور بكتاباتك عن مقالات الاجترار والاتّباع وإعادة إنتاج أعمال غيرك".
ويضيف: "إلى ذلك كلّه يتحلّى عبد المجيد الشرفي بتواضع غير زائف في عِلمه وفي تعامله مع طلبته وزملائه، وهل يتواضع غير العُلماء؟".
لاحقاً، قدّمت هاجر منصوري ورقة بعنوان "الخطوة تلو الخطوة من أجل تحديث الفكر الديني"، وممّا ورد فيها: "ظلّ هاجس الأستاذ الشرفي الربط بين الإسلام والحداثة حتى يكون للمسلم موطئ قدم في حاضره، ومن خلاله يمكن أن يستشرف مستقبله. ولا يمكن أن يتحقّق له ذلك دون أن يتخلّص، من جهة أولى، من قيد الماضي والتراث بالمفاهيم التي يقدّمها أصحابه آنذاك، ومن دون أن يتشبّع، من جهة ثانية، بمنظومة حقوق الإنسان الحديثة والقيَم الإنسانية الكونية...".
وتحت عنوان "أيّ إسلام كرّم المرأة؟" تحدثّت هاجر خنفير: "من ركائز ذاك الخطاب الذي شرع دعاة تطبيق الشريعة الإسلامية في ترويجه منذ منتصف القرن الماضي شعار 'الإسلام كرّم المرأة'. وتتجلّى خطورة هذا الشعار في ما يعكسه من نظرة ماهوية للإسلام مثلما أوضح عبد المجيد الشرفي".
وأضافت: "لقد تفاوتت حدّة رفض الحقوق والحريات الفردية من بلاد إسلامية إلى أخرى لكنها تكاتفت بشكل أو بآخر في عملية التعتيم والتضليل على ما ألحّ عليه الشرفي من تناغم جوهر الرسالة مع قيم الحداثة".
وقال باسم المكي: "كان لكتاب "الإسلام بين الرسالة والتاريخ" لعبد المجيد الشرفي شأن كبير في نحت معالم تفكيري وصقل كياني. وأعتقد أن الكتاب كان بياناً من أجل إسلام حداثي يقطع مع الفهم السائد والمتحجّر لإسلام قديم ما زال يصرّ على مسلّمات لم يعد من الممكن المحافظة عليها في عالم متحرّك تهيمن عليه قيم الحداثة".