يبتكر عبد الكريم الوزاني جغرافيا متخيلة في رسوماته لكائناته الطفولية وألعابه التي تمضي في تجوالها دون توقّف، حيث يصنع فضاءاته المتحركة لتبدو شخصياته كانها في حالة اكتشاف مستمرة للعالم من حولها، وبصورة موازية يقدّم أعماله النحتية والتركيبية أيضاً المنفّذة من المعدن والجبص عادة مع طلاء سميك من الأكريليك.
تعكس أعمال الفنان المغربي (1954)، بعداً فانتازياً، حيث تظهر الحيوانات في هيئات تشبه البشر كأنها تتحاور أو تقوم بأفعال الصراخ والتثاؤب، وكذلك تظهر مفردات الطبيعة التي تقترب من أشكال إنسية في مشهد مفعم بالديناميكية والغرائبية معاً.
حتى السابع عشر من شباط/ فبراير المقبل، يتواصل في "رواق كينت" بمدينة طنجة (250 كلم شمال الرباط)، معرض "طبيعتي" للوزاني الذي افتتح في السابع عشر من الشهر الجاري، ويضمّ عدداً من لوحاته ومجسمّاته التي صمّمها خلال العام الحالي.
في الأعمال المعروضة، يشاهد الزائر بقرة جائعة كأنها ترعى في الفراغ والتي سمّاها الفنان "بقرة طراودة"، وأسماكا لا يكسوها اللحم، وغيرها من الكائنات التي تدور في دوامة مرحة باحثة عن توازنها في عالم يشبه السيرك حيث يسيطر عليه الإنسان والآلة.
يتكوّن أحد المجسّمات من كأس فارغة تسبح فيها سمكتان تتقابلان وتنظران بعضهما إلى بعض، وفي مجسّم آخر يثبت الفنان عينين بإطارين مصبوغين باللون الأحمر وفي وسط كل منهما بؤبؤ يحدّق في الفراغ، ورموش بلون أزرق فاتح فوق عمود بلون أزرق غامق.
يشير تقديم المعرض إلى أن الوزاني "يقدم إبداعات متنوعة ومثيرة تعكس شخصية الفنان التي لا تحاصرها الضوابط الفنية المعهودة والكلاسيكية، بمخلوقاته الغريبة التي تنبض بحيوية خاصة تجلب إليها الناظر وتدفعه إلى محاولة استجلاء المعاني، حيث يجمع الفنان بين شخصيات قد لا تلتقي منطقيا في الواقع لكنها تبدو متجانسة في معروضات الفنان التطواني، وهي تقدم بهلوانيين وهم يمشون على حبل مشدود وزرافات هيامية، وديناصورات على عجلات، وغيرها من التعبيرات التي تجعل من الوزاني فناناً متفرداً".