استمع إلى الملخص
- تتميز أعمال نوّار بالنزعة التشخصية الواقعية، معبرة عن قوة التعبير من خلال استخدام الخطوط، هيمنة اللون، وتوزيع الضوء الذي يلعب دورًا أساسيًا في إبراز تباينات وتدرجات اللوحة.
- يُظهر نوّار اهتمامًا بالتفاصيل في رسم الطبيعة، البورتريهات، والمعمار، خاصةً في مشاهد من المدينة العتيقة لتطوان، مسقط رأسه، مع التركيز على الحياة اليومية والأنشطة المنزلية في أعماله التي تعكس ثراءً لونيًا ودراما في التكوين.
في "مدرسة الصنائع والفنون الوطنية" بتطوان (شمالي المغرب)، يتواصل المعرض الاستعادي للفنان التشكيلي المغربي عبد السلام نوّار (1949) حتى مساء الخميس المقبل، والذي افتتح في الأوّل من الشهر الجاري على هامش الدورة الخامسة والعشرين من "المهرجان الدولي للعود" في المدينة.
يشكّل المنظر الطبيعي الثيمة الأساسية في تجربة الفنان الممتدّة لأكثر من أربعة عقود، والتي تستند بشكل أساسي إلى الرسم بالزيت والأكريليك، ضمن تيار الانطباعية الجديدة الذي زاوج خلاله بين الممارسة والتدريس، متأثّراً بأسلوب عدد من الفنانين البلجيكيّين بحُكم دراسته في بروكسل.
تغلب النزعة التشخصية الواقعية على معظم أعمال نوّار، التي تبدو مشحونة بصياغة تعبيرية قوية من حيث استخدام الخطوط، وهيمنة اللون على اللوحة، وكذلك توزيع الضوء الذي يبدو عنصراً أساسياً في توزيع الكتل على السطح، وإبراز تبايناتها وتدرّجاتها.
نوّار الذي تخرّج من "مدرسة الفنون الجميلة" في تطوان سنة 1968، يرسم ظلالاً سوداء في إحدى اللوحات المعروضة على رشقات ألوان في مشهد صاخب، حيث مراكب الصيد على الشاطئ وخلفها البيوت، بينما تنعكس المفردات أسفل الماء بأسلوب يمنح اللوحة حيوية لا تغادر معظم أعماله.
في لوحات أُخرى، تحضر حشود بملابس ملوّنة وكأنهم في كرنفال يسيرون في أحد الشوارع، أو يتحدّثون في الأسواق القديمة التي تبدو بضائعها ملوّنة أيضاً على نحو متناغم، وربما تظهر ملامح الغضب أو الفرح على وجهوهم أو يتبارزون بالسيوف بما يحرّك بناء للوحة بفعل درامي.
الثراء اللوني هي الكلمة المفتاحية لتجربة عبد السلام نوّار، مع اهتمام كبير في التفاصيل التي تبرز في رسم الطبيعة أو البورتريهات أو المعمار، خصوصاً في رسم مشاهد من المدينة العتيقة لتطوان، مسقط رأسه، والتي احتضنت العديد من معارضه.
كما تجتذبه، في هذا السياق، أسطح المنازل التي تحتوي التقاطات جمالية تتمثّل في اختلاف ارتفاعاتها وتصوير النوافذ والأبواب المتراكبة، بينما يركّز في بعض الأعمال على تقديم الحياة اليومية والأنشطة المنزلية داخل البيوت وفي ساحاتها، مع سطوع للضوء الذي يشير إلى أسلوبه الخاص في التعامل مع الوقع.
يًذكر أن عبد السلام نوّار درس في "الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة" بالعاصمة البلجيكية وعمل مدرّساً في "المعهد الوطني للفنون الجميلة" بتطوان، وأقام العديد من المعارض في المغرب وأوروبا.