طاهر جاوي.. تناغم المشهد في تنافر أجزائه

29 يوليو 2024
من المعرض
+ الخط -
اظهر الملخص
- يستمر معرض "بين الحواف" للفنان التونسي طاهر جاوي في "كتارا" بالدوحة حتى العشرين من الشهر المقبل، حيث يهيمن اللون الأزرق على معظم اللوحات.
- يستخدم جاوي وسائط متنوعة مثل الباستيل والأكريليك والألوان الزيتية والفحم، مع دمج عناصر بشرية وطبيعية وأخرى غريبة في تكوينات هندسية.
- تتأثر أعماله بالتعبيرية التجريدية وميكانيكا الكم، مع توظيف الطباعة ثلاثية الأبعاد، مما يعكس طبيعة الحياة المعاصرة.

حتى العشرين من الشهر المقبل، يتواصل في "المؤسسة العامة للحي الثقافي" (كتارا) بالدوحة معرض "بين الحواف" للفنان التونسي طاهر جاوي (1978)، الذي افتتح في السادس عشر من الشهر الجاري.

في معظم اللوحات المعروضة، يهمين اللون الأزرق الذي يشير إلى الفضاء المفتوح حيث تتفاعل فيه عناصر وأشكال تبدو مندفعة في حركتها، وفي حيويتها الظاهرة وتشبّعها باللون، في دوائر ومثلّثات وخطوط مستقيمة وخطوط منعرجة أو مائلة، لكنها جميعاً تمنح ذلك التكوين العشوائي المنفتح على تداعي الأفكار والمخيّلة.

تتنوّع الوسائط التي يلجأ إليها جاوي في لوحاته بين الباستيل والأكريليك والألوان الزيتية والفحم، وفي أحجام مختلفة، غير أنها تنتظم في إيقاع متشابه، يعتمد على ذلك التناغم أو التقابل بين أشكاله الهندسية وبقية تفاصيل اللوحة، التي تندمج في تركيب يتخذ العنصر البشري باختلاف حالاته وهيئاته، وكذلك عناصر مشتقة من الطبيعة حيث الأزهار والأشجار ومساحات الخضرة، بالإضافة إلى عناصر غريبة لا تحيل إلى نظير لها في الواقع.

من المعرض
من المعرض

كما تبدو هذه الأعمال، بما تمثّله من امتداد للتعبيرية التجريدية التي برزت عقب الحرب العالمية الثانية، تستفيد من فضاءات عديدة، منها دراسته علوم الحاسوب وتأثّره بميكانيكا الكم، مع توظيفه الدائم صيغ ومعادلات رياضية مجرّدة تمتزج مع تركيبات أخرى، وكذلك توظيفه الطباعة ثلاثية الأبعاد في تنفيذ الكتلة والفراغ داخل اللوحة.

وفي هذه الوجوه التي يرسمها جاوي على طريقته، ثمّة جماجم أو وجوه مشوهة الملامح، وخاصة في منطقة العينين والفم، على نحو ينسجم مع الخربشات المحيطة بها، والمأخوذة من طلاسم أو علامات تقترب من الكتابات والفنون البدائية الأفريقية، في سعي لخلق حوار بين كل عنصر لتحقيق توازن لوني وبصري.

من المعرض
من المعرض

وتمنح العلاقات المتشكّلة بين جميع عناصر العمل خصوصية الفنان التونسي الذي يتقصد الانزياح نحو بعض الفوضى الشكلانية والحركات العفوية، للتراكم في تكوين ما، يحيل إلى تضاد في تنافر مكوّنات المشهد وتجاذبها وتجمعها في الوقت نفسه، في محاولة لعكس طبيعة الحياة التي يعيشها الإنسان المعاصر اليوم.

يُذكر أن طاهر جاوي درس الكمبيوتر في "جامعة السوربون"، ثم تعلّم الفن بنفسه ليقيم معرضه الأول عام 2013، ويشارك بعده في مجموعة معارض فردية وجماعية في لبنان وأندونيسيا والولايات المتحدة وفرنسا وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وغيرها.
 

المساهمون