بعد بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة في الثامن من تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي، خصّصت "جامعة جورجتاون" في قطر سلسلة محاضرات "متحدّثون عن فلسطين"، التي تهدف إلى "توفير منصّة للحوار وتحليل القضايا التاريخية والمعاصرة التي تواجه فلسطين"، لمقاربة العدوان من جوانبه المختلفة.
ضمن هذا الإطار، ألقى مايكل لينك؛ الأكاديمي والمقرّر الخاصّ السابق لـ"مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتّحدة في فلسطين المحتلّة"، نهاية الشهر نفسه، محاضرةً بعنوان "القانون الدولي والحرب الجديدة على غزّة"، تحدّث فيها عن "العقاب الجماعي" الذي يقوم به الاحتلال ضدّ سكّان القطاع، قائلاً أنّه يمثّل انتهاكاً للقانون الدولي، وهو "محظورٌ صراحة في اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، وقد أدّى إلى حدوث تجاوزات وانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان في غزّة".
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر، استضافت الجامعة الأكاديمي والباحث القانوني وديع سعيد، الذي قدّم محاضرةً بعنوان "فلسطين وحدود القانون"، تطرّق فيها إلى الأطر القانونية الحالية وقيودها في حلّ التحدّيات المعقَّدة للقضية الفلسطينية، والتي قال إنّه غالباً ما يجرى انتقادها كأدوات فَضّلت تاريخياً التوسّع الإسرائيلي على حق تقرير المصير الفلسطيني.
تحت عنوان "حرب إسرائيل على الفلسطينيّين: البؤرة غزّة"، ألقى، أوّل من أمس الثلاثاء، الأكاديمي والباحث طارق بقعوني محاضرةً، استعرض فيها التاريخ المعقَّد لقطاع غزّة ضمن السياق الأوسع للنضال الفلسطيني ضد الاحتلال، متناولاً، باستفاضة، الحراك التاريخي والسياسي لحركة حماس في القطاع.
لا يمكن فهم المشروع الصهيوني دون فهم ما يعيشه قطاع غزّة
واعتبر بقعوني أنّه "في كثير من الأحيان، يُنظر إلى غزّة على أنها تقع، إلى حدّ ما، على أطراف أرض فلسطين التاريخية، وذلك في وعي الكثيرين من الفلسطينيّين وأغلب العالم الغربي وحتى المنطقة. ولكن قراءتي لغزّة تضعها في قلب الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي"، مُضيفاً: "لا توجد طريقة لفهم المشروع الصهيوني وما يحاول فعله بالفلسطينيّين دون فهم قطاع غزّة والواقع الذي يعاني منه".
يُذكَر أنّ طارق بقعوني يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة لـ"شبكة السياسات الفلسطينية"، وهو أيضاً محرّر مراجعات الكتب في "مجلّة الدراسات الفلسطينية". عمل سابقاً مع "مجموعة الأزمات الدولية" في رام الله، وصدر له كتاب عن "دار نشر جامعة ستانفورد" بعنوان: "احتواء حماس: صعود المقاومة الفلسطينية وترويضها" (2018).