استمع إلى الملخص
- لا يهتم الكاتب بمصطلح الجيل الأدبي، بل يركز على المتن الأدبي وأبعاده الإنسانية، متأثراً بفترة الحصار الاقتصادي بعد الحرب العراقية الإيرانية، ويعتبر العراق بيئة أدبية خصبة.
- أصدر الكاتب ثلاثة كتب، منها "بريد الآلهة" الفائز بجائزة عام 2019، وينشر في صحف ومجلات عراقية وعربية، ويعمل حالياً على مقالات وقصص وكتاب جديد.
تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "العراق بيئة أدبية خصبة وعلاقتي مع الأجيال السابقة ودودة" يقول الكاتب العراقي لـ "العربي الجديد".
■ ما الهاجس الذي يشغلك هذه الأيام في ظل ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟
- يشغلني ما يحصل في غزّة من استمرار الحرب وتفشّي الأمراض والتدميرٍ الممنهج للمدن والاعتداء على أبنائها. هذه الوحشية بقتل الكبار والصغار وتجريف البُنى العمرانية تنمّ عن غياب الواعز القيَمي والإنساني للكيان الصهيوني، غير أنّي أنظر من وجهة حيّة تنبض بالحياة والأمل حيال هذا الدفاع من قبَل الشعب الفلسطيني عن أرضه ووجوده ورفضه لهذا الواقع.
■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
- من وجهة نظري، أجد أنّ الأفكار والرؤى اختلفت باختلاف الحاضر المعلوماتي الجديد، وهذا ما انعكس على طبيعة اللغة وبيان صورتها وتوضيح كنهها، فضلاً عن توظيف أسئلة تستحضر الأزمات المرافقة لطبيعة الكائن البشري لتُؤصّل لحياة مغايرة داخل المتن الأدبي. لذا من المفترض أن تكون المشاريع الجمالية مواكِبةً لمشكلات الإنسان وماهية تكوينه المعرفي والنفسي، وأن تَجترح مواضيع كونية ذات قيمة إنسانية لتعيش، ولو تفحّصنا النصوص التي وصلت إلينا من شتّى الحضارات لاستقرأنا غرضها بأنّها تُشيع البعد الإنساني والأخلاقي، وهنا إشارة واضحة إلى حيوية هذه النصوص وتفاعلها مع مصير الجنس البشري.
■ هل تشعر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟
- لا يهمّني كثيراً مُصطلح الجيل أو المُجايلة. قد يكون التوقّف عنده من ناحية نقدية تُعنى بماهية تطور النصّ وأجواء كتابته ليس إلّا، كوني أهتمّ بما عُني بالمتن الأدبي وما يتمخّض من أبعاد تُعنى بمآلات الجنس البشري. وُلدنا في نهاية الحرب العراقية الإيرانية لندخل بعدها في حصار اقتصادي حصد الأرض ومن عليها، نشأنا في هذه المحنة لنكبر بعدها، ولعلّ تأسيس مشاريعنا الجمالية بزغ من هذا الواقع المرير، لذا فإنّ الدارس لنصوص هذا الجيل يجد رفضاً قاطعاً للحرب أو أي معاناة تلحق بإنسان هذا العالم.
■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
- محترمة وودودة.
■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
- العراق بيئة أدبية خصبة، وهذه حقيقة لا جدال فيها. التعاطي مع الواقع الثقافي يؤهّلك للانسجام مع الطقس العام المشحون بكلّ ما هو معرفي وطليعي، ولعلّي أوكل اهتماماً كبيراً إلى طبيعة المكان وحمولته الثقافية التي تُعنى بالفرد وفاعليته مع الطابع العامّ، وهنا تكون العلاقة جليّةً وواضحة بين الكائن البشري والبيئة.
■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
- "بريد الآلهة"، مجموعتي القصصية الفائزة في مسابقة "الاتحاد العامّ للأدباء والكتّاب العراقيّين" عام 2019. كتبتُ هذه المجموعة قبل ذلك بأكثر من أربع سنوات، إلّا أنّها طُبعت حال اشتراكها في المسابقة. وقتها كان عمري 32 سنة.
■ أين تنشر؟
- في صحف ومجلّات عراقية؛ مثل "الصباح" و"الأقلام"، بالإضافة إلى صُحُف ومجلّات عربية أُخرى.
■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
- قراءاتي مُخطَّطٌ لها مُسبقاً، بل منهجية، وقد جاء هذا الواعز بحسب الرؤية التي أحاول توظيفها داخل النصّ الأدبي، واستحضار الأسئلة الدائرة في هذا العالَم، والتي أسعى إلى الإجابة عنها بعُدّة فنّية تُخلص للمشروع الجماليّ، وقد أكون مُنصفاً فيما أقول بأنّي قليل القراءة للقصّة والرواية، ولعلّي أنتخب بعضاً من الأسماء لأشرع بقراءة نتاجها الأدبي.
■ هل تقرأ بلغة أُخرى إلى جانب العربية؟
- أقرأ بالعربية فقط.
■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تُتَرَجم أعمالُك؟
- الترجمة مشروع فخم، كونها تُبرز هويتنا أمام العالم، وتُعرّفنا كذلك إلى النتاج المعرفي والجمالي، وعلى الأثر الأدبي والسيري للشعوب. ولا شكّ بأنّ الرغبة حاضرة في ترجمة أعمالي.
■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟
- أكتب مقالات لبعض الصحف، فضلاً عن تواصُلي مع القصّة؛ فهي مشروعي الأوّل، وكذلك أعمل على اللمسات الأخيرة لكتاب عسى أن يصدر قريباً.
بطاقة
قاص وصحافي عراقي من مواليد محافظة النجف عام 1987، حاصل على الماجستير في علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي. صدرت له ثلاثة كتب: "بريد الآلهة" (2019)، و"النزوح نحو الممكن" (2020)، و"متنزه الغائبين" (2024).