استمع إلى الملخص
- يصف أبو النجا علاقته بالأجيال السابقة بأنها أساسية لتشكيل صوته ككاتب، ويستفيد من وسائل التواصل الاجتماعي لتعويض بعده الجغرافي عن القاهرة. بدأ مسيرته الأدبية برواية "الباروني" وتبعها بأعمال أخرى.
- يوضح أن الكتابة توجه اختياراته في القراءة، مركزًا على اللغة والتراث، ويؤمن بأهمية الترجمة لتعزيز التفاهم الثقافي. انتهى من كتابة رواية جديدة مستوحاة من التراث الشفهي المصري.
تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "التواصل مع الأجيال السابقة ضرورة لتشكيل صوت الكاتب"، يقول الكاتب المصري محمد أبو النجا في حديثه إلى "العربي الجديد".
■ ما الهاجس الذي يشغلك هذه الأيام في ظل ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟
- هاجسي الدائم هو موت القضيّة في ذاكرتنا، لأنّ عدونا يستند إلى عملية التطهير في التعامل مع جرائمه، مستعيناً بالوسائط المختلفة، ولأنّه يراهن على الزمن، فيضع تركيزه على الأجيال الجديدة، ليخلط عليهم المعلومات ويسطّحها، ويضفي على الوحشية صورة إنسانية.
■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
- الكتابة هي وليدة عصرها من تقنيات وأسئلة، لذا فإنّ مفهومي لها، يتغيّر بتغيّر الهموم الاجتماعية والإنسانية. ولكنّ إشكاليات العولمة طويلة المدى، منها الطموح في توحيد الثقافات، عن عمد أو من دونه. لذلك أرى أن للكتابة دوراً هامّاً في حفظ تراثنا وأفكارنا، ولا أنفذ ذلك في صورة الكتابة التاريخية كما قد يُتوقّع من كلامي، ولكنّي أحاول استعارة أصوات جديدة من تراثنا الشفهي والبصري، وهي رحلة صعبة تستدعي منّي صناعة أدوات خاصّة بي لأحكي عبرها.
■ هل تشعر أنك جزء من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟
- تمرّ المنطقة العربية بمرحلة انتقالية، فضلاً عن إيقاع عصرنا السريع، بسبب التطوّر التكنولوجي. هذا كلّه يجعل ملامح الكتابة مختلفة باختلاف وتعدّد القضايا والأسئلة. لذا فالمشهد ما زال غير واضح بالنسبة إليّ. ربما يجيبنا الزمن عن هذا السؤال في المستقبل.
لستُ قريباً من البيئة الثقافية المصرية بسبب البُعد عن القاهرة
■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
- الكتابة، مثلها مثل جميع الخبرات والثقافات البشرية، تحتاج إلى تراكمات، فالتواصل مع الأجيال السابقة ضرورة لتشكيل صوت الكاتب.
■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
- مصر دولة مركزية، والقاهرة هي المركز الثقافي، وبحكم بُعدي الجغرافي عنها، لا أعتقد أنّ علاقتي قريبة بالشكل المُرضي، ولكن لحسن حظّي، أنّني أعيش في عصر "السوشيال ميديا"، التي تساعدني بقدر كبير في تعويض التواصل والمشاركة.
■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
- صدرت روايتي الأُولى وأنا بعمر ثلاثة وثلاثين عاماً، بعنوان "الباروني" عن "دار ن للنشر والتوزيع". أرسلتها عبر الإيميل في 2014 ونشروها في 2016.
■ أين تنشر؟
- نشرتُ روايتي الثانية عن "دار تنمية للنشر" في مصر، ثمّ متتالية قصصيّة نشرتها مؤخّراً عن "بيت الحكمة للثقافة".
■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
- أصبحت الكتابة محرّكاً رئيسياً لاختياراتي في القراءة، هي تُوجّهني لقراءات بعينها، قد تكون بحثاً في اللغة، أو اهتماماً بتراث ما. أمّا قبل ذلك، فأصف قراءتي بالعشوائية، لأنّني كنت في حالة من الفضول نحو كلّ المجالات.
■ هل تقرأ بلغة أُخرى إلى جانب العربية؟
- أقرأ بالعربية فقط.
■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تُتَرَجم أعمالُك؟
- الترجمة من أهمّ النشاطات المساهمة في معرفة الآخر، وإزالة الأفكار المغلوطة بين البشر، ووصول عملي ليد قارئ مختلف في اللغة والعادات والتقاليد يُسعدني بالتأكيد.
■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟
- انتهيتُ مؤخّراً من رواية جديدة، تابعتُ فيها أسلوبي في استعارة فنّ شفهي، معروف ومحبّب للجميع، ولكن له ملامح وتقنيات خاصّة في مجتمعنا المصري. كان لي فيها طموح تقنيّ ولغويّ كبير، وأتمنّى أن أكون قد وُفّقت فيها.
بطاقة
كاتب مصري من مواليد عام 1983 في مدينة بور سعيد، يكتب في الفنّ والثقافة وينشر في مجلّات مصرية، صدرت له رواياتان: "الباروني" (2016) و"الوصفة الغريبة" (2021)، ومتتالية قصصية بعنوان "أغنية الوالي" (2024).