استمع إلى الملخص
- يوضح صايغ عدم انتمائه لجيل أدبي معين، مشيراً إلى انقطاع علاقته بالأجيال السابقة، وتكوّن علاقته مع الجيل الحالي بعد حرب "داعش" من خلال الكتابة عن الحرب.
- يتحدث عن تجربته في الكتابة والنشر، واهتمامه بالترجمة، ويعمل حالياً على رواية بوليسية تدور أحداثها في بغداد.
تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. لا أجدني منتمياً إلى جيلٍ بعينه"، يقول الكاتب العراقي حيدر صايغ في حديثه إلى "العربي الجديد".
■ ما الهاجس الذي يشغلكَ هذه الأيام في ظلّ ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟
- لا توجد كلمات تصف ما يحدث في غزّة من دمار. ما يحدث اليوم هو جرحنا الذي لا يلتئم. روح الانتقام الموتورة التي تعمل على إبادة غزّة قد تنعكس عليها في قادم الأيام والسنوات. "من الذي رأى نهاية الحرب؟" يقول أفلاطون، الذين ماتوا فقط هم من رأوا نهايتها. الصمت العالمي حيال ما يحدث يدعو للاستغراب والسؤال: هل انتهت الحلول حقّاً؟ كان الإعلام العالمي موجّهاً لسنوات منصرمة للوقوف بوجه روسيا دفاعاً عن أوكرانيا بكلّ الطرق المشروعة وغير المشروعة، حتى نجحوا في إيقاف الزحف الروسي. تُرى ما الذي يمنعهم الآن من الوقوف بجانب غزّة التي تُباد بشكل واضح؟
■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
- أعتقد أنّ الكتابة الأدبية الجديدة تشبه إلى حدّ ما الترجمة، بسبب الإقبال على قراءة الشعر والرواية المترجمة. تميل أيضاً الكتابة الحالية نحو أن تكون مأساوية بسبب الأحداث السياسية التي مرّت وتمرّ بها البلدان العربية وما صاحبها من تشتّت وانقلابات ثقافية. تنعكس هذه الظروف على الفرد/ الكاتب ليخلق تشتّته الخاص. يميل الكاتب عادةً إلى تقديس نصّه، وبالأخص عندما يكون في بدايته، وفي غياب ثقافة النقد بصورة عامّة. يعيق هذا الأمر من عملية تطوّر النصّ، فنجد أنّ الكتابة حالياً تتشابه أسلوباً وصياغةً، فهي لا تغني الكاتب لفقر الصورة التخييلية. لا ننفي وجود تجارب جيّدة، لكنها ليست بما يكفي لإغناء الخصوصية الأدبية المصاحبة للتجارب العربية.
■ هل تشعر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟
- لا أجد نفسي منتمياً لجيل معين، ربما لأنّ الأحداث التي تصنعُ جيلاً ما كنتُ خلالها مارّاً بحالة أشبه بغيبوبة.
■ كيف هي علاقتكَ مع الأجيال السابقة؟
- تكاد أن تكون منقطعة، فالكتابة في عقد التسعينيات وما قبلها لم تكن تبحث عن التجديد، لذا اضطرّت الأجيال في العقود السابقة للعودة إلى التراث لإيجاد منفذ للتعبير عمّا يعتمر داخلهم من صراع سياسي وأيديولوجي. أمّا الآن، وتحديداً بعد الحرب، ظهرت أساليب جديدة في الكتابة متأثّرة بآداب البلدان الأُخرى. ننتمي اليوم إلى ما يمكن تسميته ثقافة انقطاع وليس إكمال عمل جيل سابق، نظراً لصور التفكير المتشتّتة.
كتابتنا مأساوية بسبب الأحداث التي تعيشها البلدان العربية
■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
- علاقتي بهذا الجيل تكوّنت حديثاً، وتحديداً بعد حرب "داعش". فالكتابة عن هذه الحرب جمعتني بهم. أحداث من هذا النوع تقوّي الأواصر بين الكتّاب وتبيّن ملامح الجيل ومميّزاته. أستطيع أن أقول إنّ روح الإلهام أدركتني في هذه الفترة.
■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
- نشرت أوّل كتاب لي في التاسعة والعشرين، وعنوانه "بحث في علم الهشاشة أو فن الاحتضار" عن دار "درج" في بغداد.
■ أين تنشر؟
- في عدد من الصحف والمواقع العربية.
■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
- تميل القراءة لديّ إلى العشوائية. ففي الوقت نفسه قد أقرأ شيئاً من الشعر الجاهلي ثم أبدأ بقراءة رواية عربية، ثم أقفز لقراءة قصّة قصيرة باللغة الإنكليزية. بالنسبة إلى الجوّ الذي يُشعرني بالراحة وأنا أقرأ فهي القراءة المصاحبة لأماكن النجارة وطرق الحديد. كما أحبّ أن أضع الأشياء التي أمامي خلف ظهري. ذلك يُقلّل من التوتّر ويزيد من تركيزي فيما أقرأه.
■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟
- نعم، بالإنكليزية.
■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تكون كاتباً مترجَماً؟
- الترجمة هي إعادة تركيب للعبارة بلغة أُخرى وفق إحساس المترجم بأنّ هذه العبارة هي المناسبة وليست غيرها، مُعتمداً على دراسة أسلوب وتجربة الكاتب. ربما تكون الترجمة أيضاً إعادة كتابة للنص الأصلي ومهما كان المترجم بارعاً في الوصول إلى المفردة المناسبة فقد يكون أيضاً بارعاً في الخروج على النصّ ومنه.
■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟
- أعمل على رواية بوليسية تدور أحداثها في بغداد.
بطاقة
قاص وكاتب عراقي مواليد مدينة بابل عام 1991. درس البيولوجيا وعلوم التحليلات المرضية. صدرت له مجموعة قصصية واحدة بعنوان "بحث في علم الهشاشة أو فن الاحتضار" عام 2020 عن "دار درج" في بغداد.