صوت جديد: مع حسن أكرم

02 ديسمبر 2020
(حسن أكرم)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "أنا منكب على كتابة مجموعة قصص إضافية لـ "كتاب الكوابيس" الذي من المزمع أن ينشر العام القادم"، يقول الكاتب العراقي.


■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟

- مرّت الكتابة السردية في تحولات كبيرة منذ دونكخوته "ثربانتس" مروراً برواية القضايا الكبرى والحروب العالمية، وصولاً إلى الرواية الحديثة التي بدأت تقترب من السيرة الذاتية واليوميات. لم يعد العالم متفقاً على تعريف القضايا الكبرى، وإضافة لذلك فإن ثورة الإنترنت والسوشال ميديا رفعت مستوى الخيال عند المتلقي لذلك عليك أن تتخطى حدود الخيال عند القارئ، والذي لسوء حظنا صار يملك في هاتفه النقّال أفلاماً عن الأفاعي النادرة في أفريقيا وصوراً لانتحار فتاة في باكستان. صار من الصعب أن تُدهش هذا القارئ الذي يرى ويسمع كل شيء.


■ هل تشعر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟ 

- نحن الآن نعيش في عالم متسارع، لدينا تحولات اجتماعية وسياسية كبيرة لم يعهدها العالم من قبل، وتحت وطأة هذا التسارع بات "التجييل" أكثر صعوبة مما كان قبل عقود. نحن لا نملك الزمن مثل السابق، يمكنك أنّ تهدر ساعة كاملة بنظرة واحدة لشاشة هاتفك الذكي. أعتقد أن مسألة الأجيال الأدبية انتهت ونحن هنا نناقش تجارب فردية كل واحدة على حدة.


■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟

- "في الموت تُعقد الصداقات"، باستلهام هذه الجملة الشعرية يمكنني القول إن لي علاقة عميقة مع سركون بولص ومع إدوارد سعيد ومع عبد الأمير جرص ومع غيرهم من الراحلين، أقرأ كتبهم وأتتبّع سيرهم وأُخلص لما تركوه لي ولكم. 

لم تُدرس جذور العنف الثقافي بين الأدباء في العراق

■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟

- نحن هنا في العراق نملك تاريخاً يحمل خصوصيةً نادرةً في ما يخص علاقة الأدباء العنيفة مع بعضهم البعض، وللأسف لم تدرس جذور هذا العنف الثقافي على مرّ السنين، إنها مذبحة بكلُ ما تحمله هذه الكلمة من معنى، ربما يعكس ذلك ما مرّ به العراق من استبداد وحروب واقتتال داخلي، ومع أنني مرغم على أن أكون موجوداً داخل هذا الوسط بحكم عملي، إلا أنني مضطر أيضاً إلى تجنبه للحفاظ على سلامتي ككاتب وإنسان. 


■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟

- أعمل منذ ست سنوات في مجال النشر وصناعة الكتب، وحينما شعرت أن تجربتي وصلت إلى شيء من النضج دفعت الكتاب للناشر الذي بدوره تعامل مع الكتاب بحرفية، خصوصا أني أعمل في نفس الدار، إلّا أننا حرصنا أن يمرّ الكتاب للّجنة القراءة وأن يجري التعامل معه بموضوعية، وقد أرسل المحرّر تقريراً إيجابياً للناشر وعلى أثر ذلك تم نشر كتابي الأول هذا العام أيّ وأنا في السابعة والعشرين. 


■ أين تنشر؟

- نشرت مجموعة من قصصي في هذا المنبر الذي أولاها مشكوراً اهتماماً حقيقياً وفي غيره من المنابر المحترمة، ونشرت روايتي "خطة لإنقاذ العالم" عن "مؤسسة دار الرافدين" وستصدر مجموعتي القصصية "كتاب الكوابيس" عن "دار دَرَج".


■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟

- رغم أنني أعمل في مكتبة لمدة عشر ساعات في اليوم، لكني أحاول أن أكبتُ رغباتي في قراءة كل الكتب التي تسقط بين يَديّ، لديّ منهج محدد أقرأ بالعودة إليه، في الرواية مثلاً تتبعتُ تحولاتها من دونكخوته إلى "رحالة" أولغا توكاركوك، أما الآن فمنكب على قراءة التراث السردي العربي. 

بات "التجييل" أكثر صعوبة مما كان قبل عقود

■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟

- أتلقى الآن دروساً في اللغة الإنكليزية على أمل أن أحرز تقدماً فيها لتكون لغتي الثانية في القراءة. 


■ كيف تنظر إلى الترجمة، وهل لديك رغبة في أن تكون كاتباً مُترجَماً؟

- مجرّد فكرة أن يشاركك شاب من المكسيك أو مُسِنّ من كندا مشاعرك وأحاسيسك وهمومك، هي فكرة مدهشة. يا لروعة أن تساهم بإمتاع إنسان لا تعرف لغته وفي بقعة من العالم لم تصلها. أيّ حظ هذا، أيّ ظفر سأكون عليه في تلك اللحظة.


■  ماذا تكتب الآن، وما هو إصدارك القادم؟ 

- أنا منكب على كتابة مجموعة قصص إضافية لـ "كتاب الكوابيس" الذي من المزمع أن ينشر العام القادم بعد أن حصل على "منحة آفاق" للكتابة. 


بطاقة

كاتب عراقي من مواليد مدينة البصرة عام 1993 ويقيم في بغداد. حاصل على شهادة البكالوريوس في علوم الحياة من جامعة القادسية في العراق، قبل أن يتجه إلى العمل في مجال النشر وصناعة وتسويق الكتاب. صدرت روايته الأولى "خطّة لإنقاذ العالم" عن "مؤسسة دار الرافدين" في بغداد، كما نشر مجموعة من القصص القصيرة في صحف ومجلات عربية، وقد حاز منحة "الصندوق العربي للثقافة والفنون- آفاق" للكتابة عام 2020 لتطوير هذه القصص ونشرها في كتاب.

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون