تستضيف مدينة كاتانيا، في جزيرة صقلية الإيطالية، الدورة الأولى من "مهرجان مواطني المتوسّط"، من 2 إلى 6 حزيران/ يونيو المقبل، بحضور ممثّلين عن مفكّرين وكتّاب وفنانين وناشطين شباب وعاملين في مجال الإعلام، إضافة إلى مؤسّسات مجتمع المدني، وشخصيات مؤثّرة في الآراء العامّة المحلّية والدولية. واختار القائمون على المهرجان مدينة كاتانيا ــ وهي المعروفة في التاريخ العربي باسم "مدينة الفيل" مثلما عُرفت بأنها نقطة لقاء متوسطية ــ في سعي إلى الاستفادة من المشترَك، واستبعاد معاني الصراع عبر الحوار بين شمال وجنوب البحر.
هوية متوسّطية
ويجيب المهرجان عن سؤال "ماذا تعني الهوية المتوسطية؟" بأن شعوب حوض المتوسّط تفاعلت، على مدى التاريخ، مع بعضها، بحيث تَشكَّل تراث ثقافي ومادّي مشترك من التلاقح اللغوي والأدبي والثقافي، ومن العلاقات التجارية والسياسية والمصالح والتحديات المشتركة والمتقاطعة، ومن الهجرة المتبادلة.
ويتضمّن برنامج المهرجان مناقشات عامة، وقراءات ولقاءات مع مجموعة من الكتّاب والمفكّرين، وعروض أفلام وعروضاً فنية، وورشاً حوارية متعدّدة، ومعارض، فيما تجاوز عدد ضيوف المهرجان المئة وأربعين شخصاً، بحسب ما جاء في بيان المنظّمين.
ومن المحاور المطروحة على البرنامج: "البحر الأبيض المتوسّط هو مصيرنا المشترك"، و"قضية الديمقراطية"، و"الحقوق والمواطنة للجميع"، و"جعل المجتمع المدني مرِناً"، و"تحدّي التحوّل البيئي"، و"الاقتصاد من أجل العدالة الاجتماعية"، و"النساء في المجتمع"، و"العمل المشترك بين الثقافات والأديان"، و"أولوية الشفافية وسيادة القانون".
سيستمع جمهور المهرجان إلى مجموعة من الباحثين، بينهم داوود أبو العافية، مؤلّف كتاب "البحر الكبير: في التاريخ البشري للمتوسّط"، وبورنا فورست-بجيليس، الذي يتبنى هوية متوسّطية لا تتعلّق بالتجانس والتوحيد، بل بالوحدة التي تأتي من التنوّع، وجيانلوكا سوليرا، وهو أيضاً مدير المهرجان، ويوظّف خبرته في السياسة وعمل المجتمع المدني في بحث كيفية إنشاء هوية البحر المتوسّط على قيم الحقوق والمساواة والعدالة والتعافي البيئي والديمقراطية والحرية.
قراءات وعروض فنّية وموسيقية ولقاءات مع كتّاب ومفكّرين
"حالويلا" مريم صالح
أمّا العروض الفنّية فتشمل حفل "حالويلا" للمغنّية المصرية مريم صالح، بالتعاون مع الموسيقي اللبناني زيد حمدان، وفيه أعمال أصلية لكلا الفنانين إلى جانب كلاسيكيات عربية، بما في ذلك أغاني الشيخ إمام التي ألهمت أجيالاً من الحركات اليسارية العربية. كما يفرد المهرجان مساحة لكاتبة القصص المصوّرة الإيطالية إليترا ستامبوليس، التي ستخوض تجربة قراءة مسموعة للقصّة المصوّرة "القدس الصغيرة". وستامبوليس هي مؤسِّسة مهرجان "كوميكازن" الدولي للواقع الهزلي في رافينا.
دور الحراك الطلابي
ويطرح الباحث الحقوقي المصري باتريك جورج زكي ــ الذي سُجن لمدّة 22 شهراً بين عامي 2020 و2021 ــ محاضرة حول "دور الحراك الطلابي في تعزيز ثقافة الحقوق والحريات والقيم المشتركة".
وفي السياق ذاته ستكون هناك إسهامات من كتّاب وصحافيين حول الصحافة وحرّيات التعبير، ومن بين المتحدثين الكاتب المصري بلال فضل والإعلامية الفلسطينية ديمة الخطيب. كما تتحدّث هبة موسى، المخطّطة العمرانية والمؤسِّسة المشاركة لـ"تبديل"، وهي مجتمع من المخطّطين العمرانيين والداعين لاستخدام الدراجات ودعم التنقل غير الممكن في مصر من خلال المعرفة التصميمية والتخطيطية.
وتقيم سمر الزغول، وهي مدرّبة وباحثة وفنانة، ورشةَ عمل، مستفيدة من مسيرتها المهنية كمتطوّعة ومعلّمة غير رسمية في عدد من المنظّمات الشبابية في الأردن، ثم عملها بالبرنامج الأورومتوسطي "دورَك" (DAWRAK) في سلوفينيا، حيث قدّمت برامج متنوّعة في الفنون والأدوات الأساسية للتعلّم النقدي.