"شهر التراث الفلسطيني" في تونس: تقاطعات ثقافية ونضالية

20 مايو 2024
من جلسة "انتصار التونسيّين لفلسطين" في "دار الثقافة" بحمّام الشطّ
+ الخط -
اظهر الملخص
- تم التركيز في "شهر التراث الفلسطيني" على دور الموسيقى في دعم النضال الفلسطيني، مع إبراز أهمية التراث الموسيقي وأعمال أوغسطين لاما كمثال على الإبداع.
- تناولت الفعاليات مواضيع مثل خرائط فلسطين، تدمير التراث في غزة، وتراث القدس، بالإضافة إلى دور تونس في دعم القضية الفلسطينية والتضامن بين بيت لحم وشارتر.
- الجلسة الختامية سلطت الضوء على اغتيال أبو جهاد في 1988، مؤكدة على مسؤولية الكيان الصهيوني وتبرز التضامن العربي مع القضية الفلسطينية، خصوصًا من تونس.

بندوة حملت عنوان "الموسيقى في خدمة النضال الفلسطيني"، اختَتمت جمعية "مَعالم ومواقع" التونسية، في "مركز الموسيقى العربية والمتوسطّية" (قصر النجمة الزهراء) بضاحية سيدي بوسعيد في تونس العاصمة، أوّل من أمس السبت، تظاهرةَ "شهر التراث الفلسطيني"، التي افتتحت في العشرين من نيسان/ إبريل الماضي، وتضمّنت عدداً من الندوات والجلسات الحوارية والمعارض حول الثقافة والتراث الفلسطينيَّين.

تحت عنوان "التراث السمفوني الفلسطيني"، قدّم الموسيقي محمّد القرفي مداخَلة أشار فيها إلى أنّ التراث الموسيقي الفلسطيني لا ينحصر في الجانب الفولكلوري فحسب؛ بل يشمل الإبداع الموسيقي بمختلف أنماطه. واستشهد المتحدّث بأعمال أوغسطين لاما (1902 - 1988) الذي يُلقَّب بـ"أب الموسيقى الفلسطينية الحديثة"؛ حيث ارتبط اسمُه بالنهضة الموسيقية في فلسطين، وتتلمذ على يده موسيقيّون بارزون؛ من أمثال يوسف خاشو وسلفادور عرنيطة وفؤاد نخلة ملص.

من جهته، قال الأكاديمي والموسيقي محمّد الهادي بن جعفر إنّ الموسيقى وُظّفت منذ القدم لتحفيز الجيوش على القتال، داعياً، في هذا السياق، إلى التوظيف الحسن للكلمة واللحن والصورة لجعل العمل الموسيقي متكاملاً ومؤثّراً "خدمةً للقضايا العادلة"، بينما اعتبرت الأكاديمية سلوى حفيّظ أنّ الفعل الموسيقي المقاوم لا ينحصر في الموسيقى الملتزمة والموسيقى الوطنية فحسب، مُشيرةً إلى توظيف الغرب الفنون والأغاني الأوبرالية للإشادة بمن يصفونهم بـ"الفرسان الذين سيُحرّرون القدس".

68 شهيداً سقطوا في غارة إسرائيلية على حمّام الشط عام 1985

تضمّنت تظاهرة "شهر التراث الفلسطيني"، التي أُقيمت في سياق التضامن مع فلسطين التي يتعرّض شعبُها في غزّة لعدوان إبادي منذ ثمانية أشهر، أربع ندوات؛ أُقيمت الأُولى في "دار الكتب الوطنية" في العشرين من الشهر الماضي، وتحدّث فيها كلٌّ من عبد الحميد لرقش عن "خرائط فلسطين والمشروع الاستعماري" وفائقة البجاوي عن "تدمير التراث الثقافي في غزّة" وقدّم مازن قمصية "لمحةً عامّة عن تراث القدس".

وأُقيمت الجلسة الثانية في "مكتبة مدينة تونس" يوم 27 نيسان/ إبريل بعنوان "التراث الفلسطيني المادّي وغير المادّي"، وتحدّث فيها كلّ من خير الدين العنّابي عن "التراث الفلسطيني في العصور القديمة"، وعبد العزيز الدولاتي عن "تاريخ بيت المقدس: عنوان التسامح الإسلامي"، وعيسى البكّوش عن "العمارة الفلسطينية في بيت لحم"، وناصر البقلوطي عن "عناصر التراث الفلسطيني المسجَّلة على القائمة التمثيلية للتراث غير المادّي للإنسانية".

أمّا الجلسة الثالثة، فأُقيمت في الحادي عشر من أيار/ مايو الجاري في "دار الثقافة" في حمّام الشطّ، وخُصّصت للحديث عن "انتصار التونسيّين لفلسطين"؛ حيث تحدّث فيها كلّ من محمد العزيز الساحلي عن "محمّد الصادق بسيس ودفاعه عن القضية الفلسطينية"، وأحمد الحمروني عن "فلسطين في الدراسات التونسية"، وعز الدين حسني عن "مساهمة تونس في التقريب بين مدينتَي بيت لحم الفلسطينية وشارتر الفرنسية"، وأحمد ونّيس عن "ذكرى غارة تشرين الأوّل/ أكتوبر 1985" التي نفّذها طيران الاحتلال الإسرائيلي ضدّ مقرّ القيادة العامّة لـ"منظّمة التحرير الفلسطينية" في مدينة حمّام الشط (الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة)، وأسفرت عن سقوط 68 شهيداً وأكثر من 100 جريح بين فلسطيني وتونسي.

وبالعودة إلى الجلسة الأخيرة أوّل من أمس، تطرّق الأكاديمي عبد العزيز الدولاتي، وهو رئيس جمعية "مَعالم ومواقع"، في مداخلةٍ له، إلى اغتيال القيادي الفلسطيني أبو جهاد (خليل الوزير) في سيدي بوسعيد يوم 16 نيسان/ إبريل 1988، قائلاً إنّ العملية نفّذها عناصر في الموساد الإسرائيلي، أصابوه بـ75 رصاصةً في بيته وأمام أنظار عائلته. وذكر الدولاتي أنّ الكيان الصهيوني اعترف في 2012 بمسؤوليته عن اغتيال أبو جهاد، لكنّ السُّلطة الفلسطينية تُصرّ أنّ مجموعةً من العملاء هي من نفّذ العملية.

المساهمون