في عام 2013، أطلقت مجموعة من الأشخاص في الشمال الإسباني، تحديداً في مدينة سانتندير في كانتابريا، مشروعاً ثقافياً متمرّداً حمل عنوان "La Vorágine". وكان من أهداف هذا المشروع الأساسية نقد الثقافة السائدة والأنظمة الأبوية والاستعمارية في العالم، إضافة إلى الحثّ على طرح الأسئلة والتشكيك في ما يتمُّ تقديمه على أنه "طبيعي"، و"مريح" أو "عالمي".
حقّق المشروع انتشاراً واسعاً بسبب التزامه بمبادئه وبالقضايا التي يدافع عنها، لا سيّما عبر سلسلة الفعاليات الثقافية التي نظّمها واستضافها في مكتبته، والتي تنوّعت موضوعاتها بدءاً من الثقافي وانتهاءً بالاجتماعي والسياسي.
ومع بداية العدوان الإسرائيلي على غزّة، كان موقف المشروع واضحاً مما يحدث من حرب إبادة جماعية، حيث نشر مؤسّسوه وطاقم فريق العمل بياناً يندّد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، ويطالب الحكومة الإسبانية بالتدخل لوقف إطلاق النار، كما شارك في التظاهرات الشعبية الداعمة لفلسطين.
وضمن أنشطته التضامنية مع القضية الفلسطينية، أعلن فضاء "Vorágine" عن فعاليتين ضمن برنامجه للشهر الجاري، هُما: "شعر من أجل فلسطين.. أبيات ضد الإبادة" و"نساء فلسطين في الواجهة: المقاومة من أجل الدفاع عن الحياة".
تقام الفعالية الأولى في العشرين من كانون الثاني/ يناري، وهي مبادرة أطلقها المشروع ودعا فيها شعراء من 15 مدينة إسبانية لقراءة نصوص شعرية تضامنية مع الشعب الفلسطيني. وستكون لكل شاعرٍ مدة 15 دقيقة لقراءة نصوص شعرية كتبها لتعبّر عن حالة الإنسان الفلسطيني الذي يدافع عن حقوقه ضد الاحتلال.
أمّا الفعالية الثانية "نساء فلسطين في الواجهة: المقاومة من أجل الدفاع عن الحياة"، فتُقام في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، وسيجرى خلالها التواصل مع نساء من داخل فلسطين كي ينقلن تجاربهن في مسار المقاومة ويتحدّثن عن نضال النساء الفلسطينيات ودفاعهن عن الحياة والسيادة الشعبية والحقوق الجماعية؛ حيث يدور النقاش حول انتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة التي تواجه النساء الفلسطينيات يوماً بعد يوم بسبب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، قبل عدوان غزّة الأخير وخلاله.