سومر شحادة: عالم روائي يتّسع

09 ابريل 2023
سومر شحادة (تصوير: خليل سرحيل)
+ الخط -

يُحِلّ الرّوائي السوريُّ سومر شحادة (1989) الطّاقة محلّ العادة، يُحلّ الحريّة محل الحتميّة، والمتحوّل مكان الثابت. وهو بذلك يُواجه في عالمه الروائي الذي يكبر ويتوسَّع، مع كلِّ رواية جديدة له، ذلك العالم الجهنّمي الذي يُسمّى التقليد. لقد ورثنا العالم وتعلّمنا أنَّه مخلوق بشكّل منتهٍ وكامل. أنّه مكتوب وأن التعبير عنه قد تمَّ. يُعلن سومر في رواياته أنَّ العالم يُولَد ويتجدّد باستمرار وإلى ما لا نهاية. كأنّه يقول لنا إنّ العالَم ليس رواية كُتِبت، وإنّما على العكس، روايةٌ تُكتبُ إلى ما لا نهاية.
 
لا شك أنَّ النواة الأساسيّة التي ينهضُ عليها عالم سومر شحادة الروائي، هي يقينه بأنه ينقل رسالة. ولهذه الرسالة، كما تتجلّى لي في رواياته الثلاث ("حقول الذرة"، و"الهجران"، و"منازل الأمس")، وجهان: الأول ينتقد ويرفض؛ والثاني يكشف ويحرِّر. 

من الناحية الأولى يثور الكاتب السوري على نظام العالم السائد الذي ينتمي إليه اقتصادياً وسياسياً وثقافياً. ومن الناحية الثانية، يُجهد نفسه ولغته في البحث عن أدواتٍ روائية من شأنها التغلغل وراء الأسوار التي تحيط بنا، بحثاً عن الحقائق ورغبةً في تجاوز كلّ ما يحول دون انعتاق الإنسان وتقدّمه روحياً ومادياً.

هكذا تسكن الكاتبَ السوري رغبةٌ جامحة، إنّها رغبة تغيير العالم ونظامه السائد.

المساهمون