"زيتون ونجم" محمد خدّة: إهداء إلى فلسطين

23 أكتوبر 2023
مقطع من أحد الأعمال المعروضة
+ الخط -

انتمى الفنان الجزائري محمد خدّة (1930 - 1991) إلى ما سمّي بـ""مدرسة الإشارة" في تاريخ الحركة التشكيلية بالجزائر، وبرز اهتمامه بالموتيفات والرموز المستمدّة من التراث الشعبي وإعادة صياغتها وفق منظور حداثوي، ضمن اشتغالاته المتعدّدة في الرسم والجداريات وتصميم الزرابي والملصقات وأغلفة الكتب.

شكّلت شجرة الزيتون مفردة أساسية تناولها في العديد من أعماله، بوصفها عنصراً بارزاً في البيئة الجزائرية، والمغاربية والمتوسّطية بشكل عام، ومنها فلسطين التي تحضر في معرضه الاستعادي "شجرة زيتون ونجم" الذي افتتح مساء السبت الماضي في "غاليري غرين سي" بالجزائر العاصمة، ويتواصل حتى التاسع عشر من الشهر المقبل.

المعرض الذي يتضمّن أكثر من خمسين عملاً في مجال الحفر والطباعة، مُهدىً إلى المقاومة الفلسطينية، بحسب بيان المنظّمين، في إطار التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض للعدوان الإسرائيلي منذ سبعة عشر يوماً.

الصورة
ملصق المعرض
ملصق المعرض

كما يستحضر البيان سيرة خدّة الذي التحق بالمدرسة عام 1936 في مستغانم، لكن عائلته ستضطر إلى مغادرة المدينة سيراً على الأقدام بعد نحو ستّ سنوات، هرباً من المجاعة، إلى مدينة تيارت، ليواصل تعليمه ويعمل في الأثناء بتجليد الكتب وعمل الرسومات التخطيطية للمطبوعات المراد صنعها.

ويلفت أيضاً إلى أن الفنان التقى مجموعة من الفنانين الجزائريين منذ نهاية الأربعينيات مثل عبد الله بن عنتر، وعبد الرحمان كاكي، ومحمد تنجور، ومصطفى فايد، كما تعرّف على أعمال فنانين غربيين بعد زيارته لـ"متحف الفنون الجميلة" في الجزائر العاصمة، ليتعمّق نهجه في الرسم واطّلاعه على المدارس والتيارات الحديثة.

ينتقل المنظّمون للإشارة إلى محطة مهمّة بعد انتقاله إلى باريس وإقامته أول معرض شخصي عام 1961، ويتّضح أسلوبه الذي انعكس في العديد من الوسائط التي استخدمها مثل الرسوم التصويرية التي ضمّنها عدداً من الكتب، والجداريات، وأعمال الحفر والطباعة.

تغلب على أعمال خدّة المضامين السياسية والاجتماعية بعد الاستقلال، ضمن رؤى حداثوية لم تكن مكرّسة من قبل، كجزء من توثيق تاريخ الفن الجزائري، مستخدماً بشكل رئيس العلامة اللغوية للتعبير عن هوية الجزائر بعد الاستعمار، وملتزماً بالتجريد ورافضاً "الواقعية" أو السرد البصري في الرسم، حيث وجد في هذه العلامات رمزية مكثّفة وقوية تعبّر عن القضايا الوطنية.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون