إضافةً إلى الخسائر البشرية التي تجاوزت حصيلتُها ألفَي قتيل بحسب أرقام وزارة الداخلية المغربية، تسبّب الزلزال الذي ضرب جنوبي المغرب مساء أوّل أمس الجمعة، في انهيار أو تضرُّر عددٍ كبير من المباني، من بينها مبانٍ أثريّة وتاريخية.
وقالت وسائل إعلام محلّية إنّ الزلزال، الذي بلغت قوّتُه 6.8 درجة، ألحق أضراراً بأجزاء من أسوار مرّاكش التاريخية، وهي مجموعةٌ من الأسوار الدفاعية التي تُحيط بالمدينة القديمة في مرّاكش، وقد شُيّدت في القرن الثاني عشر الميلادي خلال فترة الدولة المرابطية.
وتعرّضت المدينةُ القديمة، المُدرَجة على قائمة "يونسكو" للتراث العالمي، إلى أضرار مُتفاوتة؛ من بينها انهيار مئذنة "جامع الكتبية" التاريخي بالقرب من ساحة الفنا، وعددٍ من المنازل القديمة.
كما أظهرت صُوَرٌ انهيار أجزاء من مئذنة "المسجد العتيق" في مدينة أمزميز (56 كلم جنوب مرّاكش).
كذلك، ألحق الزلزال أضراراً بالغةً بـ"المسجد الأعظم" في مدينة تينمل التاريخية (100 كلم جنوب شرق مدينة مرّاكش)، الواقعة في أحد أودية الأطلس الكبير؛ حيث انهارت أجزاء منه. وأظهرت صُوَر متداوَلةٌ على مواقع التواصل الاجتماعي أكواماً كبيرة من الحُطام جرّاء تداعي جدرانه وانهيار مئذنته بشكل جزئي.
ويعود تاريخ بناء المَعلم الأثري إلى القرن الثاني عشر في هذه المنطقة التي اتّخذها الموحّدون أوّل عاصمة لدولتهم، قبل أن ينقلوها إلى مرّاكش.
وكان المغرب اقترح إدراج مسجد تينمل ضمن قائمة التراث العالمي لـ"يونسكو"، التي قالت إنّها تلقّت أنباء عن وقوع أضرار بالغة فيه جرّاء الزلزال المدمّر، مضيفةً أنّها تنتظر إرسال فريق لتقييم الأضرار.
وشهدت العديد من القرى في جبال الأطلس الكبير انهيار عدد من المنازل المبنيّة بالحجر والطوب اللِّبن.
يُذكَر أنّ شخصيات فنّية وثقافية مغربية داخل البلاد وخارجها ساهمت في حملات للتبرُّع، في حين أُلغيت جميع الفعاليات الفنّية والثقافية المبرمجة خلال هذه الفترة تضامناً مع ضحايا الزلزال الأعنف في المغرب منذ قرن.