تُعرَف مدينة زغوان، جنوب شرقي تونس العاصمة، بـ مواردها المائية الكبيرة التي، وبالإضافةً إلى الموقع الجغرافي الذي يتميّز بالمناعة، شجّعت على الاستقرار فيها منذ العصور القديمة وصولاً إلى الأندلسيّين الذين لجؤوا إليها وتركوا تأثيرهم فيها إلى اليوم.
"زغوان: التاريخ والذاكرة والديناميات" عنوان يومَين علميَّين يحتضنهما "المركّب الشابي" في المدينة يومَيْ الخامس والعشرين والسادس والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، بتنظيم من "الجمعية الدولية للتعاون والتنمية المستدامة" و"مخبر البحث حول الحوكمة والتنمية الترابية"، في كلّية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس، والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية.
تُقدَّم خلال اليومَين مجموعةٌ من المداخلات لباحثين وجامعيّين ضمن ستّ جلسات علمية. ويتضمّن اليوم الأول أربع جلسات، تحمل الأُولى عنوان "زغوان في الفترة القديمة والوسيطة" ويديرها عبد الواحد المكني، وتُقدَّم فيها الأوراق الآتية: "الموروث الثقافي والاجتماعي في زغوان خلال العهد الامبراطوري الأعلى" لمحمد شريف المرزوقي، و"روما في زغوان" لصلاح السالمي، و"زغوان خلال العصر الوسيط" للعربي الصغير، و"بلاد زغوان في العصرَين الوسيط والحديث من خلال كتب الجغرافيا والمسالك الإسلاميّة ومصنّفات الرحّالة الأوروبيّين" لمحمد لطيف، و"جغرافية المقدَّس والأسطوري وتشكُّل المجال في زغوان" للحبيب النهدي.
وتحمل الجلسة الثانية عنوان "زغوان في العصر الحديث" ويديرها بشير اليزيدي، ويحاضر فيها كلّ من حبيب الجموسي عن "زغوان في نظر الرحالة الأوروبيّين في الفترة الحديثة: قرية محبَّذة نظراً لثرواتها الطبيعية وأهمية مواردها الثقافية"، والهواري غزالي حول "موقع شمال أفريقيا من النظرية الأندلسية لبلاص إينفانتي"، ورجاء العبدلي حول "زهرة النسري في منطقة زغوان: بين المحافظة على موروث ثقافي لامادّي وبين أخطار اندثارها"، ومها غريبي عن "الحمّامات العمومية في زغوان: مدينة أندلسية تونسية".
أمّا الجلسة الثالثة، فتحمل عنوان "زغوان في الفترة الاستعمارية" ويديرها حبيب الجموسي، ويتحدّث فيها كلّ من علي الطيب عن "الاستيطان الأوروبي في مدينة زغوان وظهيرها زمن الحماية (1881 - 1956): التحوّلات الاقتصادية والاجتماعيّة"، و عبد الستار بن أحمد عن "زغوان و إقليمها في بداية القرن العشرين من خلال حولية قيادة زغوان: الجغرافيا التاريخية لمجال تدخل كثيف للاستعمار"، ومروان العجيلي عن "الاستعمار الفرنسي و المسألة العقّارية و الفلاحية في زغوان (1881 – 1939)"، ومحمد الحبيب بوعلاق عن "أحداث مستشفى محلّي بزغوان في نهاية القرن التاسع عشر: تركيز أوّل وحدة علاج جهوية في البلاد التونسية (1899 - 1914)".
وتُقام الجلسة الرابعة بعنوان "زغوان: ذاكرة متقاطعة" ويديرها مروان العجيلي، وتتضمّن ثلاثة أوراق؛ هي: "ركن من صقلّية في زغوان: بئر حليمة" لـ مارينات باندولا من إيطاليا، و"المدارس القديمة في مدينة زغوان: إرث معماري استعماري نموذجي" لخديجة دربال، و"ذكريات زغوان من خلال رواية 'الشاطئ البعيد' لمارينات باندولا" لسمية بورقعاوي.
وعند السابعة من اليوم نفسه، يقدّم عبد الواحد المكني محاضرةً في "دار الشباب" بعنوان "الوافدون على مدينة زغوان: الإسهامات الحضارية والاندماج الاجتماعي".
تُقام الجلسة الخامسة في اليوم الثاني من التظاهرة بعنوان "زغوان وإقليمها: الإرث الطبيعي والمجتمع المحلّي" ويديرها فوزي الزارعي، وفيها يتحدّث كلّ من خالد عبازة عن "التراث النباتي في كتلة جبل زغوان: الهياكل الفلاحية والغابية والرعوية"، والهادي عبدالله عن "غابة جبل زغوان: من التزوّد بالمواد الغابية المتنوّعة إلى التحوّل إلى مجال استراحة"، وفتحي عياش وفتحي رجيبة عن "جبل زغوان: نقطة ساخنة للتنوّع البيولوجي للبلاد التونسية"، وأحمد بوجرة وسليم عليوات عن "المشاهد الجيومرفولوجية لجبل زغوان: مساهمات أدوات التحليل متعدّد المصادر والمقاييس في مقاربتها"، وهاجر شقرون عن "النسري: الحماية والتثمين".
أمّا الجلسة السادسة والأخيرة، فتحمل عنوان "زغوان ضمن ديناميات الحوضرة" ويديرها مراد بن جلول، ويحاضر فيهل كلّ من: فوزي الزارعي حول "آثار الحوضرة بالمدن الصغيرة شبه الحضرية بأطراف تونس العاصمة"، وأمل بن حميدة حول "تأثير ظاهرة الحوضرة لتونس الكبرى على المدن المجاورة"، وحياة البدراني حول "زغوان: مجال ترابي متنوّع و متحوّل، نحو مقاربة هوليستية للتنمية المحلية المستدامة، وليلى الحاج عيسى حول "التراث والسياحة البديلة في مدينة زغوان"، ومحمد هلال حول "آفاق إعادة الهيكلة الترابية للمحطّة السياحية ياسمين- الحمامات في علاقة بظهيرها: منطقة زغوان".