رفيق الكامل.. رحيل عن لوحته التجريدية
في ندوة بعنوان "الفنون التشكيلية في تونس: مسيرة أجيال ورهانات إسطيتيقية وثقافية"، نظمتها "جامعة تونس" في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، جرى تكريم عدد من الفنانين التونسيين على خلفية ريادتهم لأحد التوجّهات الفنيةكاعتراف بما قدّمه هؤلاء للفنون البصرية في تونس.
كان أحد هؤلاء المكرّمين الفنان رفيق الكامل، الذي رحل عن عالمنا أمس عن 77 عاماً. يعتبر الفنان الراحل رائد المدرسة التجريدية في تونس، حيث إنه التقط مفرداتها من متابعته لجديد الفن في العالم منذ ستينينات القرن الماضي، لكنه ضخّها ضمن لغة بصرية عربية واضحة.
بدأ اسم الكامل يلمع كفنان تشكيلي له بصمته وفلسفته الإبداعية في سبعينيات القرن العشرين. كانت تونس تشهد وقتها رغبة جماعية في تجاوز تلك الصورة الفولكلورية التي صنعتها السياحة، وكان الفنانون التشكيليون في الصف الأول من هذا الرهان، وقد وجد الكامل في المنهج التجريدي فرصة للتعبير عن ذلك عبر اللوحة.
يتميّز عمل الكامل بالدقة والعناية بالتفصيلات، وهو ما يجعل الكثير من لوحاته أقرب إلى منمنمات، لكن بأشكال معاصرة وبرؤية تكسر الموروث والوافد معاً. كما عُرف عنه حسن استعماله للضوء في أعماله.
يعدّ الفنان التونسي أحد آخر المنتسبين إلى التيار الفنّي المعروف بـ"مدرسة تونس"، وكان أبرز ممثليه بيير بوشارل وعبد العزيز القرجي وإدغار نقاش وجلال بن عبد الله وعمّار فرحات. ضمن هذا التجمّع الإبداعي حضرت مشاهد من تونس بشكل واضح في أعماله، قبل أن يأخذ مسافة بالتدريج مع محافظته على التوجّه التجريدي في كل ما ينجزه.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
