ما زال الإرث الأدبي الكبير الذي تركه الروائي الكولومبي الشهير غابريل غارسيا ماركيز (1927 - 2014) يشغل القرّاء والنقّاد على حدّ سواء. ولكن هذه المرّة، وبعد ثماني سنوات من رحيله، تتّجه الأنظار صوب رسائل تلقّاها الكاتب من شخصيات أدبية وسياسية في فترات مختلفة من حياتِه. وعَرْضُ هذه الرسائل اليوم أكثر ما يُذكِّرُ بأعماله الصريحة والواقعية، إذ كلّ شيء فيها مكشوف وبعيد عن الحبكات المُلغزة أو المَخفية.
افتُتح يوم أمس في المنزل الواقع جنوبي العاصمة المكسيكية، حيث قضى فيه صاحب "نوبل" (1982) أطول فترات حياته رفقة زوجته، معرضٌ يحتوي على أربعين رسالة وَصلت إلى يد ماركيز. واللافت أنّ هذا المعرض يتزامن مع سلسلة فعاليات تُنظّم في الذكرى الأربعين لحصوله على الجائزة الأرفع في عالم الأدب.
وقد عثرت قبل مدّة وعن طريق الصدفة، حفيدةُ الروائي إميليا غارسيا إليزوندو، على مئة وخمسين رسالة غير منشورة، في صندوق بلاستيكي كُتِبَ عليه "أحفاد"، وفقاً للرواية التي أكّدتها وكالة "أسوشيتد برس". ورغمَ أنّ القلق كان قد تملّك إميليا من فتح ذلك الصندوق في بداية الأمر، إلّا أنّها قررت لاحقاً نشرها من خلال تنظيم هذا المعرض.
ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الرسائل كان الروائي قد تلقّاها من شخصيات أدبية مثل الشاعر التشيلي بابلو نيرودا (1904 - 1973)، وسياسية مثل الرئيس الكوبي فيديل كاسترو (1926 - 2016) وكذلك من الرئيس الأميركي بيل كلينتون (1946) بالإضافة إلى رسائل أُخرى من كُتّاب وفنّانين.
ويتّضح أنّ الرسائل ليست متنوّعة من حيث مُرسليها فحسب، بل تعود إلى فترات مُختلفة زمنياً أيضاً، في حين كانَ يُعتقَد أنّ "مركز هاري رانسوم" التابع لـ"جامعة تكساس" في الولايات المتحدة الأميركية يمتلك أغلبية وثائق ومتعلّقات صاحب "مئة عام من العُزلة".