رحلت اليوم، الأحد، الكاتبة المصرية نوال السعداوي (1931 - 2021)، بعد صراع مع المرض، تاركة وراءها مدوّنة انشغلت فيها أساساً بقضية المرأة ومن ورائها إشكاليات حقوق الإنسان بشكل عام، وحرية التعبير والمساواة وتنظيم الحياة السياسية.
وُلدت الراحلة في كفر طلحة بمحافظة الدقهلية 27 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1931، وقبل أن تبرز ككاتبة درست وامتهنت الطب، ولعلّ ذلك قد مثّل المرجعية الأساسية لكتاباتها لاحقاً سواء منها الأدبية مثل: "مذكرات في سجن النساء"، و"الغائب"، و"سقوط الإمام"، و"موت الرجل الوحيد على الأرض"، أو الفكرية منها: "الأنثى هي الأصل"، و"قضايا المرأة المصرية السياسية والجنسية"، ويظلّ أشهرها كتاب "المرأة والجنس".
في المحصّلة، كتبَتْ السعداوي أكثرَ من خمسين عملًا متنوِّعًا بين الرواية والقصة والمسرحية والسيرة الذاتية، وقد عرفت أعمال كثيرة منها طريقها إلى العالمية بفضل ترجمتها إلى الإنكليزية خصوصاً وباتت تمثّل أحد وجوه النسوية العالمية.
كما حصلت الكاتبة المصرية على الكثير من الجوئز ضمن مشوارها الأدبي، وأكثرها كان تكريماً لنضالاتها، من أبرزها "جائزة الشمال والجنوب" من مجلس أوروبا، وفازت بجائزة إينانا الدولية من بلجيكا في 2005، وفي عام 2012 فازت بجائزة شون ماكبرايد للسلام من المكتب الدولي للسلام فى سويسرا.
بسبب جرأة أعمالها، كانت السعداوي من بين أشهر الكاتبات العربيات، ولكن هذه الشهرة لم تكن تعني دائماً ترحيباً بما تكتب بل كانت في مناسبات عديدة عرضة للانتقاد، وكثيراً ما اتهمت بمخالفة الأعراف والتقاليد الاجتماعية، دون أن يثنيها ذلك عن "عصيان" ما سمّته دائماً "المجتمع الذكوري". ومن أشهر القضايا الجدلية التي أثارتها السعداوي، كانت وضع المرأة في الإسلام، ومحاربتها ظاهرة الختان الإناث.
رحلت نوال السعداوي في يوم له رمزيّته، وهو عيد الأم، هي التي ناضلت من أجل حقوق المرأة وأخذ موقع عادل لها في المجتمع، باعتبار أن ذلك شرط لا مفرّ منه لنهوض المجتمعات العربية.