رحيل موسى زينل.. المسرح القَطَري منذ بداياته

07 سبتمبر 2024
موسى زينل موسى (1945 - 2024)
+ الخط -
اظهر الملخص
- موسى زينل، الكاتب والناقد المسرحي القطري، شدد على أهمية المسرح المدرسي في تنمية المواهب الشابة وتأثير إلغائه السلبي على المسرح القطري.
- وُلد في فريج الغانم عام 1945، ودرس في القاهرة حيث تأثر بالحركة المسرحية وشارك في تقديم مسرحيات بارزة.
- بعد عودته إلى قطر، نشط الحركة المسرحية وأسهم في تأسيس المسرح الجامعي، وتولى مناصب ثقافية حتى 2018، ونعاه العديد من الشخصيات الثقافية.

في أحد الحوارات التي أُجريت معه، قبل سنوات، يلفت الكاتب والناقد المسرحي القطري موسى زينل، الذي رحل عن عالمنا اليوم السبت، إلى "أهمية المسرح المدرسي في إنماء المواهب الشابّة، وأنّ إلغاءه قد أثّر سلباً على حيوية المسرح القطري"، حديثٌ يبدو تنبُّهاً مُبكّراً لأهمية هذا القطاع في الحياة الثقافية، وصادر عن مُساهِمٍ حريص على استمراريته التي نبّه أيضاً لما يعتريها من نكوص بعد سنوات انتعاش.

وُلد المسرحيّ الراحل في فريج الغانم قرب الدوحة عام 1945، وتدرّج في تحصيله العِلمي ليتخرّج في "المعهد الديني الإعدادي الثانوي" بالدوحة، وقد شارك طيلة هذه السنوات بقوّة في فرق الكشافة مع بداية تأسيس المدارس في الخمسينيات من القرن المنصرم، وظهور ناديي "الجزيرة" التابع لشركة "شل" النفطية، و"الطليعة" الذي صعد ضمن موجة المدّ القومي العربي ولسان حالها إذاعة "صوت العرب".

بعدها انتقل الراحل إلى القاهرة مُلتحقاً بكلّية دارالعلوم في جامعتها مُتخصّصاً بدراسة اللغة العربية، وهناك قضى أربع سنوات، تمكّن خلالها من الاطّلاع على الحركة المسرحية التي كانت منتعشة في المدينة، أواخر عقد الستينيات ومطلع السبعينيات. وفي هذا السياق، نراه يُحيل في أكثر من حوار معه إلى مسرحية "مأساة الحلاج" لصلاح عبد الصبور وأثرها عليه، فضلاً عن مشاركته في تقديم بعض الأعمال مثل مسرحيات: "السلطان الحائر" لتوفيق الحكيم، و"ثورة الموتى" للأميركي إروين شو، و"المسيح يُصلب من جديد" لكازانتكيس.

الأدب والسير الشعبية والمرويات الشفوية، بالإضافة إلى مهنة الغوص في الخليج، وما يرتبط بها من طقوس اجتماعية (وداع الغوّاصين واستقبالهم)، كلّ ما سبق شكّل مرجعيات أصيلة عند موسى زينل منذ طفولته، وهذا الأساس هو ما بنى عليه أثناء فترة إقامته بمصر، كما ظلّ يؤكّد أهمية هذا التراث مُعتبراً أنّ تلك الأُسس هي ما أوجدت أرضيّة للوافد الجديد (المسرح) لدى العرب، رافضاً أن يكون للاستعمار البريطاني فضلٌ في هذا.

وبعد عودته إلى قطر، عمل الراحل على تنشيط الحركة المسرحية في البلاد، وخلال عقدَي الثمانينيات والتسعينيات ساهم بتقديم مجموعة من المسرحيات مثل "تاجر البصرة"، و"صقر قريش"، وتأسيس المسرح الجامعي في قطر، كما تولّى عدداً من المناصب في الدوائر الثقافية بوزارة الثقافة القطرية  منذ عام 1992 وحتى 2018. ويُعدّ الراحل، إلى جانب عبد الرحمن المناعي (1948) وناصر عبد الرضا (1963)، من جيل الروّاد القطريّين في المسرح والتمثيل.

ونعى عددٌ من العاملين في الحقل الثقافي القطري والعربي الراحلَ عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من بينها إدارة "مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي"، كما كتب ‏رئيس قسم الدراما والنصوص‏ في ‏"المؤسسة القطرية للإعلام‏"، أحمد المفتاح: "لقد ترك بصمة خالدة في مسيرة الثقافة والفنّ، وكان له دورٌ بارز في بناء وتطوير الحركة المسرحية في قطر"، وبدوره لفت رئيس "مكتبة قطر الوطنية"، حمد الكواري، في منشور مطوّل له على منصة "إكس"، إلى رحلة الدراسة التي جمعته برفيق دربه موسى زينل بداية من "المعهد الديني"، ومروراً بمصر، ومن ثم العمل معاً في أروقة وزارة الثقافة القطرية.

المساهمون