رحيل محمد الأخضر السائحي: محاولة في تحديث القصيدة الجزائرية

02 يناير 2023
محمد الأخضر عبد القادر السائحي (1933 – 2023)
+ الخط -

ينتمي الشاعر والكاتب الجزائري محمد الأخضر عبد القادر السائحي (1933 – 2023)، الذي رحل أمس الأحد، إلى جيل من الشعراء الجزائريين الذين سعوا إلى تجديد القصيدة وقدّموا اقتراحات ومحاولات عديدة لم يُكتب لكثير منها الاستمرار. كما كان أحد أبرز المدافعين عن اللغة العربية في الجزائر.

وُلد الراحل في بلدة العالية بالقرب من مدينة تقرت (جنوب شرق العاصمة)، حيث درس المرحلة الابتدائية فيها لينتقل بعدها إلى مدينة باتنة لإكمال تعليمه، ثم الانتقال منها إلى "جامع الزيتونة" سنة 1949، ومنه نال شهادة التحصيل عام 1956.

بدأ السائحي الصغير (كما كان يلقّب تمييزاً عن ابن عمّه، الشاعر الذي حمل نفس الاسم) كتابة الشعر والقصّة القصيرة في الخمسينيات، وكان منخرطاً في النشاط الثقافي والطلّابي، وبعد تخرّجه التحق بالعمل في إذاعة "ًصوت الجزائر" مع انطلاق ثورة التحرير ضدّ الاستعمار الفرنسي.

استمرّ في العمل الإذاعي من تونس حتى تحّقق الاستقلال عام 1962، فعاد إلى بلاده وعمل في "جامعة الجزائر"، واشتغل في الوقت نفسه في سلك التعليم إلى جانب عمله في الإعلام، وهو يعدّ من أبرز الأصوات الشعرية الجزائرية التي ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين.

كتَب السائحي قصائد عمودية، محاولاً التجديد في الشكل والمضمون، كما كتب شعر التفعيلة، وأتت تلك المحاولات في سياق تطوير القصيدة التقليدية في فترة سبقت الاستقلال واستمرت حتى الستينيات، حيث تكرّست تجارب حداثوية أكثر نضجاً. وتبنّى أيضاً المدرسة الواقعية في الأدب ودافع عنها في العديد من مقالاته آنذاك.

تنقّل صاحب كتاب "مأساة الإنسانية في الجزائر" بين تونس المغرب ومصر في مهام ثقافية عديدة، كما شارك في إطلاق مركز للدراسات والبحوث والوثائق في السودان، بالإضافة إلى مشاركته عضواً في الهيئة الإدارية لـ"اتحاد الكتّاب الجزائريين" عام 1974، والتي ضمّت أسماء مثل مالك حداد وعبد الله الركيبي وزهور ونيسي.

ألّف الراحل أكثر من ستّة عشر كتاباً في الشعر وأدب الأطفال والدراسات، بالإضافة إلى كتابة التمثيليات والأوبريتات الإذاعية، ومنها "مأساة الإنسانية في الجزائر"، و"ألوان من الجزائر"، و"واحة الهوى"، و"بكاء بلا دموع"، و"أغنيات أوراسية"، و"الكهوف المضيئة"، و"تراجم ومختارات من الشعر الجزائري الحديث".

المساهمون