رحل اليوم الأحد الجيولوجي والباحث الأردني عبد القادر عابد (1943 – 2021) في عمّان، والذي ترك العديد من المؤلّفات والدراسات في علوم الجيولوجيا والبيئة والفلك، وكانت له مساهمات واسعة في تعريب العلوم من خلاله عمله في "مجمع اللغة العربية الأردني".
حاز الراحل درجة البكالوريوس في العلوم من "جامعة دمشق" عام 1964، ثم سافر إلى بريطانيا حيث أكمل دراساته العليا ونال درجة الدكتوراه في علم الرسوبيات وجيوكيمياتها من "جامعة ساوثامبتون"، ثم عمل أستاذاً في "جامعة الملك عبد العزيز" بمدينة جدّة السعودية، وانتقل بعدها للتدريس في "الجامعة الأردنية" حيث ساهم في تأسيس قسم الجيولوجيا فيها.
تركّزت أبحاثه على جيولوجية الأردن ومناخ الأردن القديم في الصخور الرسوبية من دراسة الصخور والحجر الجيري والصوان حيث قادت بحوثه الميدانية إلى اكتشاف الفوسفات في عدد من المواقع في الأردن، بالإضافة إلى بحوثه في تاريخ العلوم في الحضارة العربية الإسلامية.
شارك في وضع المناھج التعليمية في علوم الأرض والبيئة في الأردن وبلدان عربية عدّة منذ منتصف الثمانينيات، كما ترجم "الجیولوجیا العامة" لعالم الآثار والجيولوجي الأميركي جون فوستر، ونشر العديد من المقالات والترجمات العلمية في صحف ومجلّات عربية، وأشرف على إقامة عدد من المؤتمرات التي نظّمتها "الجمعية الأردنية لتاريخ العلوم" وأعد وحرّر مجلدين عنها.
ترك العديد من المؤلّفات والدراسات في علوم الجيولوجيا والبيئة والفلك
في عام 2002، أصدر كتابه "علـوم الأرض في التراث العلمي العربي الإسلامي" الذي أضاء خلاله على إنجازات الحضارة العربية الإسلامية في الجيولوجيا خلال أكثر من ستّة قرون، من خلال تحليله الأفكار العلمية التي وردت في كتب التراث ومقارنتها مع العلم الحديث.
وتناول العابد في الكتاب ما توصل إليه العرب المسلمون من أفكار كلية عن الأرض كقياس محيطها وكرويتها ودورانها وقوة الجاذبية فيها، وكذلك اكتشافاتهم في علم المعدن والأحجار الكريمة وكيف استعان العلماء المسلمون بصفات المعدن الطبيعية في التمييز بينها، وكذلك التجارب التي أجريت عليها، وتناول تنظيراتهم العلمية في التعرية والترسيب والصخور الرسوبية والمستحاثات (الأحافير) ونشأة الجبال، ونتائج أبحاثهم حول الغلاف الجوي وأجزائه وماهية الهواء وبعض المظاهر المناخية كالرعد والبرق والصاعقة وعلم الأنواء، ودراستهم حول المياه السطحية والمياه الخفية (الجوفية)، وعلوم البحار والخرائط والمؤلفات التي وُضعت حول التيارات المائية والأمواج، وما أحرزه العرب من تقدّم في فنون الملاحة واختراع البوصلة، وأبحاث حول الزلازل والبراكين.
من بين مؤلّفاته: "أساسيات علم البيئة"، و"جيولوجيا الأردن وبيئته ومياهه"، و"السماء في الليل: دليل عملي للتعرف على النجوم"، و"جيولوجيا البحر الميت.. نشأته ومياهه وأملاحه وقناة البحرين"، و"أساسيات علم الأرض" (مؤلّف مشترك)، و"جيولوجية فلسطين والضفة الغربية وقطاع غزة" (مؤلّف مشترك)، وغيرها.