"رحلة" مصطفى فرّوخ.. أمواج أندلسية وتشكيل لبناني

29 ابريل 2023
هاني مصطفى فرّوخ يقرأ من كتاب والده خلال الندوة (تـ:علي غلاييني)
+ الخط -

الحديث عن أوّليات الفنّ التشكيليّ في لبنان، مطالع القرن العشرين، يقود دائماً إلى تناول سيرة أحد أهم روّاده، وهو مصطفى فرّوخ (1901 - 1957)، الذي شكّل أسلوبه في رسم الطبيعة، إلى جانب آرائه النقدية وكتاباته، عتبةً قوية لأجيال لاحقة من التشكيليين اللبنانيين، الأمر الذي صنع منها مرجعية لفهم تلك الحقبة، والعوامل المؤثّرة فيها، داخل وخارج الأطر الفنية.

"رحلة إلى بلاد المجد المفقود" عنوان أحد المؤلَّفات التي تركها فرّوخ، وأعادت منشورات "صنوبر بيروت" إصدارها مؤخّراً. وضمن هذا الإطار، عقدت جمعية "تراث بيروت" يوم الأربعاء الماضي، ندوةٌ لمناقشة هذا الكتاب، في "مكتبة بيروت العامة - مونو"، وذلك ضمن سلسلة ندوات شهرية تنظّمها الجمعية لمراجعة كتب ومؤلفات مرتبطة بتراث وذاكرة بيروت. وضمّت الندوة الناقد هاني مصطفى فرّوخ، وهو نجلُ الرسّام، والناشرة هالة البزري، في حين أدار النقاش المنتج والمخرج كريم قليلات.

تحدّث فرّوخ الابن عن مضمون الكتاب/ الرحلة التي قام بها والدُه إلى إسبانيا صيف عام 1930، قادماً إليها من باريس، وقد دوّن مشاهداته لبقايا وآثار الأندلس الإسلامية، متأمّلاً أهم مدنها التاريخية مثل قرطبة وإشبيلية وغرناطة.

كما ضمَّن رحلته هذه بعض الصور واللوحات التي رسمها بنفسه، بالإضافة إلى ملاحظاته عن الإسبان حينذاك، والمعلومات التاريخية عن الأندلس الإسلامية، قبل أن يصدر الكتاب عام 1933.

بلاد المجد المفقود - القسم الثقافي

ثم تابع الحديث حول مسيرة حياة والده، بعد عودته إلى بيروت عام 1932، مشيراً إلى أثر تلك الرحلة عليه، حيث درس خلالها فنّ البِناء العربي المُزخرف في الأندلس، فكان لذلك أثر عميق في فنّه في ما بعد، إذ شهدت تلك الفترة من حياته توقيعاتٍ تشكيلية جديدة عكست تأثّره الواضح بالفنّ العربي في الأندلس. وبذلك يُمكن القول إنّ الكتاب يقع على تقاطُعٍ ما بين التوثيق الفنّي وأدب الرحلات، حيث تجتمع فيه عدّة خصائص أسلوبية.

من جهتها تحدّثت البزري عن تحدّيات إعادة طبع هذا الكتاب، وما واجهته في سبيل إخراجه إلى حيّز التداول من جديد بعد مرور زمن بعيد على تأليفه ونشره في ثلاثينيات القرن الماضي.

يُشار إلى أنّ لفرّوخ مؤلّفات عديدة، منها: "قصة إنسان من لبنان"، وهو موجز عن سيرة حياته، و"الفن والحياة"، و"طريقي إلى الفن"، و"وجوه العصر" الذي جمع فيه رسوماته الكاريكاتيرية وآراءه في هذا الفنّ.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون