"رحلة" إلى مضارب العرب: الخيل والبيداء بعيون إنكليزية

11 فبراير 2023
من المعرض (العربي الجديد)
+ الخط -

قرابة مئة لوحة للفنان البريطاني بيتر أوبتن اجتمعت في معرض "الرحلة.. حكاية الخيل العربية" بالحي الثقافي (كتارا) في الدوحة، وهي مقترضة من مقتنين قطريين وكويتيين، ويستمر عرضها في "المبنى 13" حتى الثلاثين من الشهر الجاري. والمعرض الذي حظي بتصميم خاص، وبدا فضاء أشبه بصالة متحف أو ردهة قصر فخم، يقدّم إطلالة على سيرة عقود من رحلة الفّنان أوبتن (86 عاماً) مع الصحراء والخيول.

تعكس تجربة أوبتن شغفاً ومعرفة بهذه السلالة، فقد درس تاريخ الفن في الجامعة، لكنه سلك طريق البحث المتخصص كتابةً ورسماً، عمّدهما بمعايشته المضارب العربية وقراره بأن يجمع ما درسه وما تعلق به الصحراء داخل إطار واحد.

الفن والخيل والشعر والتأريخ سيقود الفنان في رحلة سحرية رسم فيها المئات من اللوحات للخيول العربية وموضوعات أُخرى، وأقام عدداً من المعارض في مختلف أنحاء العالم.

ينقل خبرته في مواصفات الحصان العربي وتمييزه الدقيق بين مراتبه

من خلال هذه الرحلة نتعرّف إلى مساحتين أغرتا الفنّان، الأُولى رصد البيئة الواقعية المعاشة التي تشير إلى صداقة انعقدت بينه وبين أصحاب الخيول، سواء في الصحراء أو الإسطبلات التي تُعنى بالحفاظ على أفضل سلالات الخيول في العالم. والثانية تشريحية وتوثيقية ينقل فيها الفنان خبرته في مواصفات الحصان العربي وتمييزه الدقيق بين مراتبه، وقبلهما بالطبع التكوين الكلاسيكي الذي يجعل الخيل العربية مختلفة عن باقي الأنواع.

الصورة
من معرض "رحلة" - القسم الثقافي
من المعرض (العربي الجديد)

لذلك تتوزع اللوحات بين البيئة الاجتماعية والثقافية التي تفاخر بوجود الحصان في مكانة رفيعة، وبين أخرى تؤكد بصرياً السمات التي لا تخطئها العين في سلالة تتطور أبطأ من باقي السلالات. ولدينا في المعرض العديد من الأعمال التي تحصر تركيزها في منطقة الرأس والعنق والصدر. حيث الرأس غرّة الجمال صغير الحجم مصقول إلى أقصى حد، مبرزاً بنية العظام بوضوح، بينما الصدر واسع ليحتوي رئتين ضخمتين، وكتف مسترخٍ أقلّ بروزاً من باقي السلالات.

يقول بيتر أوبتن إنه "على مر العصور كانت الخيل العربية مصدر إلهام للشعراء والأدباء ورمز للشجاعة والإباء، كما شكلت عنصراً أساسياً في الهوية والثقافة العربيتين، فهي تمتلك صفات جمالية ومقاييس متفردة ميّزتها عن غيرها وظلت محافظة على هذه الميزات إلى يومنا هذا".

الصورة
من معرض "رحلة" 2 - القسم الثقافي
من المعرض (العربي الجديد)

في هذا السياق، استغرقت كتاباته سنواتٍ من البحث، فأوّل ما يجب الذهاب إليه هو خصائص سلالة الخيل العربية، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا برؤيتها على أرض الواقع.

من هنا جاءت معظم كتب أوبتن عن الحصان العربي وقد نشر كتابه الأول عام 1979 بعنوان "تراث الصحراء"، ثم كتاب "الحصان العربي الكلاسيكي" الذي أصبح من أكثر الكتب مبيعاً ونُشر بخمس لغات، وهو الكتاب المدرسي الرسمي لتدريب المحكّمين من قبل "المؤتمر الأوروبي لمنظمات الحصان العربي" ECAHO، وكتاب "التراث الملكي- قصة الخيول العربية في الأردن" الذي شاركته في تأليفه الأميرة عالية الحسين، بالإضافة إلى مجموعة أُخرى من الكتب. كما أنه كان محكّماً للخيل العربية منذ قرابة خمسين عاماً، وتقاعد من منصب محكّم دولي قبل بضع سنوات فقط عند بلوغه الثمانين.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون