رحاب الشرقاوي.. مسارات التجارة في مصر البطلمية

07 يوليو 2022
(صورة لمعبد إدفو الذي بناه البطالمة في صعيد مصر، Getty)
+ الخط -

بعد رحيل الإسكندر المقدوني عام 323 ق .م، انتقل حكم مصر التي كانت خاضعة للحكم اليوناني إلى بطليموس الأول الذي استقرت عائلته في السلطة نحو ثلاثمئة عام، وعرف بالعهد البطلمي حيث امتزجت خلاله الإدارة اليونانية بالتقاليد والأنظمة الفرعونية، خاصة في ما يتعلق بالإدارات المحلية والجيش.

ازدهرت الحياة الاقتصادية زمن البطالمة الذين اعتمدوا بشكل خاص على الزراعة في وادي النيل وتطويرها، واستخراج الذهب والحديد والفضة والنحاس، وبعض الصناعات التي استفادت من المحاصيل الزراعية والمعادن، كما نشطت التجارة عبر ثلاثة موانئ رئيسية في البلاد مع الممالك المجاورة.

تناقش الباحثة المصرية رحاب إبراهيم الشرقاوي في كتابها "التجارة في مصر في عصر البطالمة" الذي صدر حديثاً ضمن سلسلة "تاريخ المصريين" في "الهيئة المصرية العامة للكتاب"، الدور البارز الذي لعبه الاقتصاد المصري بين القرن الرابع قبل الميلاد وحتى عام 30 قبل الميلاد، في التجارة العالمية.

غلاف الكتاب

ويشير الكتاب إلى أن بطليموس الثاني استطاع بناء جيش قوي وأسطول من أجل الهيمنة على البحار المحيطة والبلاد التي تقع داخل نظام الدولة، والمساعدة في ضم مدن وأقاليم جديدة لها، ما ساهم في تأمين خطوط التجارة عبر المدن المصرية التي كانت تصدّر إنتاجها إلى بلاد الإغريق وشرق البحر المتوسط والجزيرة العربية، وتستورد البضائع من الهند وأفريقيا وتصدّرها إلى أوروبا.

وتوضّح المؤلّفة أن مناطق الشرق والجنوب في مصر كانت تحتاج إلى استيراد بعض منتجات عالم البحر المتوسط، وترافق ذلك مع تطور "دار العلم" في الإسكندرية واهتمامها بالأبحاث الجغرافية، التي كانت ثمرة للبعثات التي أوفدها البطالمة إلى أفريقيا، ما انعكس بشكل إيجابي على التجارة.

وتلفت الشرقاوي إلى إنشاء الموانئ البحرية التي شهدت التجارة نشاطاً كبيراً، واعتبروا مدن نقراش والإسكندرية وبطليمايس مدنًا حرة على غرار المدن الإغريقية تمتّعت بحرية التجارة آنذاك، حيث يذكر المؤرّخون أن هذه المدن شهدت ازدياد التصدير منها بأضعاف ما كانت تستورده من الخارج.

وتستعرض تطوّر الملاحة حيث تضاعف عدد السفن التي كانت تنطلق من موانئ البحر الأحمر متجهة إلى الشرق، كما زاد حجم هذه السفن وقدرتها على السير بسرعة قياسية، وهي إنجازات راكم عليها الرومان حين حكموا مصر بعد البطالمة، وتمكّنوا من التوسّع فيها أيضاً.

ينقسم الكتاب إلى أربعة فصول يتناول من خلالها الاقتصاد البطلمي في مصر، التجارة الداخلية، حركة الكشوف الجغرافية وتطور المعلومات الجغرافية، وأخيرا صادرات وواردات مصر من العالم الخارجي وإليه.

المساهمون