ذكرى ميلاد: فؤاد الظاهري والموسيقى الأوركسترالية

15 أكتوبر 2020
(فؤاد الظاهري)
+ الخط -

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها في محاولة لإضاءة جوانب من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم، الخامس عشر من تشرين الأول/ أكتوبر، ذكرى ميلاد الملحن المصري الأرمني فؤاد الظاهري (1916 - 1988).
 

يُعدّ فؤاد الظاهري أحد أبرز صنّاع الموسيقى التصويرية في السينما المصرية الذين تركوا عشرات الأعمال الحالدة في ذاكرة المشاهدين منذ مطلع أربعينيات القرن الماضي، إلى جانب قيادته الأوركسترا وتقديمه للعديد من المقطوعات العالمية التي كانت تبّث في إذاعة الشرق الأدنى، وعمله أستاذًا للغناء الجماعي بالمعهد العالي للفنون المسرحية. 

ولد الملحن المصري الأرمني (1916 – 1988) في منطقة الظاهر في مصر والتي انتسب إليها، واسمه الحقيقي فؤاد جرابيد بانوسيان، وهو موسيقى مصري من أصل أرمني، ولقب الظاهري نسبة إلى مولده بمنطقة الظاهر في مصر.

تعلّم الظاهري العزف على آلة الكمان، ودرس التأليف الموسيقي على يد أستاذ بولندي هو ألكسندر كونتروفيتش، إضافة إلى رعاية موهبته من قبل أستاذ فلسطيني هو قسطندي الخوري، ثم استكمل دراسته في "معهد فؤاد الأول للموسيقى العربية".

عمل منذ بداية الخمسينيات مدرباً للأصوات الجديدة في الإذاعة المصرية، وكانت من أبرز تلاميذه المطربة نجاة الصغيرة،  كما أسّس للإذاعة فرقة موسيقية من خريجي المعاهد الموسيقية باسم "فرقة الفجر" التي كانت تقدم الموسيقي العربية التقليدية، وقدّم العديد من أعماله التي تمّ بثها عبر الأثير منها "صورة موسيقية"، و"أصداء موسيقية"، و"9 متتاليات مصرية" بناها على ألحان شعبية، مثل "نداء الحرية"، و"أسطورة وفاء النيل"، و"أسطورة إيزيس وأوزيريس"، و"تحطيم الأغلال"، و"الأرض الثائرة".

قام الظاهري بتوزيع ألحان لعدد من أشهر الملحّنين المصريين، مثل محمد عبد الوهاب ومحمد القصبجي وفريد الأطرش ومحمد فوزي وادود حسني، كما وزّع ألحاناً لسيد درويش في مختارات من "أوبريت شهرزاد" و"أوبريت كليوباترا".

وألّف العديد من مقطوعات الموسيقى التصويرية لأفلام مثل "ردّ قلبي"، و"دليلة"، و"الزوجة الثانية"، و"صراع في الوادي"، و"صراع في المينا"، و"رصيف نمرة 5"، "وفجر الإسلام"، و"أميرة حبي أنا"، و"مرزوقة"، ومسلسل "عائلة الدوغري".

في محاولة للإضاءة على تجربته المنسية، صدر هذا العام كتاب بعنوان "فؤاد الظاهري: حين تسكننا الموسيقى" للناقدة والأكايدمية إيناس جلال الدين، استعرضت فيه دور الإذاعة في حياة هذا الموسيقي، واستخدامه للكورال في توزيع بعض أعماله الموسيقية، كما توقفت عند أهم أعماله الموسيقية الآلية والغنائية لتبيّن الأسلوب الذي ميّزه كمؤلف موسيقي.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون