ذكرى ميلاد: إسماعيل عبد الحافظ.. قبل "ليالي الحلمية" وبعدها

15 مارس 2021
إسماعيل عبد الحافظ
+ الخط -

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها في محاولة لإضاءة جوانب من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم، 15 آذار / مارس، ذكرى ميلاد المخرج التلفزيوني المصري إسماعيل عبد الحافظ (1941 - 2012).


توفّرت لمسلسل "ليالي الحلمية"، الذي امتدّ عرضه من 1987 إلى 1995، ظروف عديدة ليكون أحد أبرز وأشهر أعمال الدراما العربية إلى اليوم. فإذا تركنا جانباً قيمته الإبداعية التي لا نجد اختلافاً كبيراً حولها، فقد استفاد من فترة عرفت ثقة جماهيرية في التلفزيون، وقابلت مرحلة نضج عدّة ممثلين أبرزهم صفية العمري وصلاح السعدني ويحيى الفخراني وآثار الحكيم.

لكن تفسيرات نجاح العمل كانت في كثير من الأحيان تصب في صالح مؤلفه السيناريست أسامة أنور عكاشة لحسن إضاءته على تاريخ مصر وتركيب الحبكات وبناء الشخصيات. أدى هذا الاحتفاء بعكاشة إلى غبط حق كثيرين، ومنهم مخرج العمل إسماعيل عبد الحافظ. 

كان نقل النص المتشّعب الذي كتبه عكاشة إلى صورةٍ تلفزيونية مبسّطة تحدياً كبيراً، ناهيك عن إدارة كوكبة من الممثلين سيؤدّون شخصيات متباينة للغاية، من أبناء البشوات إلى عمّال المصانع، ومن حرفيّي المدينة إلى الحرفيين. هذه خيوط غير مرئية، من بين أخرى، نجح عبد الحافظ في الإمساك بها.

ليس البقاء في ظلّ شهرة عكاشة وممثّلي الأدوار الرئيسية هو المظلمة الوحيدة التي تعرّض لها المخرج المصري جرّاء "ليالي الحلمية"، بل أيضاً اختصار كل مشوار عبد الحافظ في هذا العمل وحده.

ومن المفارقات أنه قبل تنفيذ "ليالي الحلمية" اعتُبر مسلسل "الشهد والدموع" (1983) العمل الدرامي الأكثر إتقاناً وكان هو الآخر من إخراج عبد الحافظ، وها أنه بعد "الخماسية" ذهب إلى النسيان.

أيضاً، لم تنل الأعمال اللاحقة حظّها، فقد اعتبر كثيرون أن المخرج قد استنزفه عمله الأبرز. لكننا يمكن التقاط مجموعة أعمال لافتة له تعبّر عن تطوّر ومرونة إبداعية مثل "الأصدقاء" (2002)، و"عفاريت السيالة" (2004)، و"حدائق الشيطان" (2006)، كما عاد بعمل ضخم في 2007 من خلال "المصراوية" في جزأين، وكان آخر مسلسلاته بعنوان "ابن ليل" في نفس سنة رحيله.

المساهمون