ذكرى ميلاد: أمين ناصر الدين.. في دقائق العربية

25 يناير 2022
أمين ناصر الدين (1876 – 1953)
+ الخط -

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها، في محاولة لإضاءة جوانب أخرى من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم، الخامس والعشرون من كانون الثاني، ذكرى ميلاد اللغوي اللبناني أمين ناصر الدين (1876 - 1953).


في كتابه "دقائق العربية.. جامع أسرار اللغة وخصائصها" (1952)، يشير أمين ناصر الدين، الذي تحلّ اليوم الثلاثاء ذكرى ميلاده، إلى أنه اشتغل حوالي خمسة وعشرين عاماً لوضع هذا المؤلَّف بسبب ما رآه من خطأ أكثر الكتّاب في استخدام المترادفات، والشذوذ عن القواعد، وجهل للدقائق، وإيثار المبتذل السخيف على الفصيح المتين من التراكيب والأساليب لأنهم "لم يدركوا في المدارس من أصول العربية إلا الشيء الأقلّ الذي لا يقيهم العثار في الإنشاء، ولا يمكنهم من مجاراة الفصحاء البلغاء..".

يوضّح اللغوي اللبناني (1876 - 1953) بأن هناك جملة خصائص للغة الضاد يفرد لكّل واحدة منها فصلاً يستعرض تطوّرها في التاريخ العربي وكيفية تقعيدها وعشرات الأمثلة عليها، ويلخصّها بسعة، حيث تكاد مفردات العربية لا تحصى، والإعراب الذي يمثّل الفارق بين المعاني المتكافئة في اللفظ، وبه يُعرف الخبر الذي هو أصل الكلام، ولولا الإعراب ما مُيّز فاعل من مفعول، ولا مضاف من منعوت، ولا تعجّب من استفهام، ولا نعت من توكيد.

اشتغل اللغوي العربي حوالي خمسة وعشرين عاماً لوضع هذا الكتاب

كما يعدّ المؤلّف الشعرَ حافظ مآثر العرب ومقيّد أحسابهم، وصولاً إلى مسائل دقيقة تتعلّق بالفرق بالحركات والاختصاص والفروق بين الأضداد، وتناسب الألفاظ والمعاني، ويذهب إلى إضاءة قضايا الاشتقاق والنحت والبيان والبلاغة والبديع والعروض، ليختم كتابه بالتعريف بأهمّ اللغويين في التراث العربي، ومنهم أبو الأسود الدؤلي والخليل بن أحمد الفراهيدي وسيبويه والأخفش والكسائي والمبرّد وثعلب والفرّاء وابن دريد وابن كيسان والزّجاج والقالي وابن جنّي.

وُلد ناصر الدين في بلدة كفر متى اللبنانية، وتعلّم في المدرسة الأميركية في عبية، ثم في المدرسة الداودية، وأتقن الإنكليزية حيث قام بترجمات العديد من المؤلّفات، وأصدر سنة 1897 مجلة "الصفاء" كما أسس مطبعة سنة 1899، ولقّب بـ"أمير الدولتين"؛ والمقصود به دولتا الشعر والنثر.

وضع العديد من الكتب منها "ثمرات الأفكار" (1900)، و"صدى الخاطر" (1913)، و"الإلهام" (1937)، و"البيّنات" (1937)، كما صدرت عدّة مؤلّفات بعد رحيله مثل "الرافد: معجم لغوي للإنسان والبيئة عربي - عربي" (1981)، و"ديوان الفلك" (1983)، بالإضافة إلى العديد من القصص والروايات، ومنها "جزاء الخيانة"، و"الجاسوس العاشق"، و"حسرات المحبين"، و"العاقبة الحسنة"، و"الفتاة المغربية"، و"مصرع الحسود"، و"الوصيّ"، و"الحكومة الظالمة"، و"غرائب القدر".

يشير نديم آل ناصر الدين في تقديم كتاب "دقائق العربية" إلى أن مؤلّفه "أخذ مبادئ العربية عن والده، ثم عكف على مطوّلاتها، مستقرياً ممحصاً، بنشاط منقطع النظير.. وكذلك درس الإنكليزية ثم أخذ يخوض عباب آدابها، إلى أن برع في الترجمة بقوة وبيان انتهى فيها إلى أبعد الغايات". 
 

المساهمون