تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها في محاولة لإضاءة جوانب من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم، الثامن عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر، ذكرى ميلاد الممثل المصري أحمد زكي (1949 – 2006).
"البداية" (1986، صلاح أبو سيف)، و"شفيقة ومتولي" (1978، علي بدرخان)، و"أرض الخوف" (1999، داود عبد السيد)، و"البيضة والحجر" (1983، علي عبد الخالق)، و"زوجة رجل مهم" (1988، محمد خان)، ودرب الهوى" (1983، حسام الدين مصطفى)، و"الحب تحت هضبة الهرم" (1986، عاطف الطيّب)، و"الراقصة والطبّال" (1984، أشرف فهمي)، و"معالي الوزير" (2002، سمير سيف)، و"ناصر 56" (1996، محمد فاضل)، و"الراعي والنساء" (1992، علي بدرخان)، و"حليم" (2006، شريف عرفة)، و"البريء" (1986، عاطف الطيب).
لا تجمع بين هذه الأفلام مدرسة فنية واحدة، ولعلها تتعدّد في مناخاتها وحكاياتها بعدد مخرجيها ومنتجيها، وهي التي تتوزّع بين أجناس سينمائية متعددة وحساسيات متباينة، وتمتدّ على مساحة زمنية واسعة، من سبعينيات القرن الماضي إلى 2006. رغم ذلك، وبمجرّد حضور اسم واحد في هذه الأعمال تبدو وكأنها تتشابه أو أن خيطاً ناظماً يعبرها جميعاً، فقد مرّ من خلالها أحمد زكي.
يقابل اليوم ذكرى ميلاد الممثل المصري الذي لا يزال يحتلّ مكانة أساسية في ذاكرة الجماهير العربية، حيث لم تفقد أعماله سحرها على أكثر من صعيد؛ لا تزال مقولاتها الاجتماعية والسياسية نابضة، ولا تزال كمّية الصدق التي يضخّها في أعماله تلامس أعمق المشاعر وتدغدغها. كان هناك شيء نابض وحقيقي في كل ما يقدّمه أحمد زكي على شاشة السينما من تخييل.
هناك أيضاً ذلك الألق النوستالجي لمشاهد عظيمة مثل نهاية "شفيقة ومتولي" وهو يحمل جسد سعاد حسني، أو هيستيريا الغضب التي نراها في دوره ضمن فيلم "زوجة رجل مهم"، ناهيك عن محاكاته العجيبة لعبد الناصر ثم السادات، وكان دوره الأخير في تأدية شخصية عبد الحليم حافظ في أواخر حياته، وهو الفيلم الذي لم يكمله حيث رحل قبل عرضه، وجرى فيه استدعاء مشاهد جنازة أحمد زكي لمحاكاة جنازة عبد الحليم حافظ.