ديليك سارمس.. العثمانية وما بعدها بقراءة فرنسية

12 ديسمبر 2022
جانب من مسجد السليمانية التاريخي في إسطنبول (Getty)
+ الخط -

لا ينفصل الاهتمام الغربي بحقل الدراسات العثمانية عن الدرس الاستشراقي للعوالم الإسلامية بمُجملها، إلّا أنّ لهذه الدراسات خصوصيّتها المؤطَّرة بالجغرافيا والسياسة، والتي بدورها تتميّز عن ذلك المُجمَل.

بهذا المعنى إذاً، يُمكن الحديث عن فضاء عثماني، يمتدّ تاريخياً من قُبيل دخول محمد الفاتح إلى القسطنطينية عام 1453، وحتى نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918. وقد شكّل وجود السلطنة، طيلة هذه القرون، عامل أرَقٍ للقوى الأوروبية على اختلافاتها، والتي كانت تتطلّع للسيطرة على موارد وأراضي الدولة العثمانية.

"الإسلام في الدراسات العثمانية والتركية في فرنسا"، عنوان المحاضَرة التي تقدّمها أستاذة التاريخ في "جامعة ستراسبورغ" بفرنسا، ديليك سارمس، عند الخامسة من مساء غدٍ الثلاثاء، في "مكتبة الأرشيف" بعمّان، ويحاورها أستاذ الأدب العربي في "جامعة السوربون الجديدة (باريس الثالثة)" إياس حسن. تُبَثّ المحاضرة، أيضاً، عبر صفحة المكتبة على فيسبوك، مع توفّر ترجمة من الفرنسية إلى العربية. 

ستسلّط سارمس في محاضرتها الضوء على تعدّد الأبحاث والدراسات حول العوالم الإسلاميّة في فرنسا؛ وفقاً لتنوّع التقاليد العِلميّة في كلّ بلد، والفضاء الإسلامي الذي تهتمّ به تلك الأكاديميات. ثم تنظر في الكيفية التي تشكّلت بها الدراسات حول تركيا الجمهورية (أُعلنت في 29 تشرين الأوّل/ أكتوبر 1923)، وتميُّزها عن دراسة الثقافات المنضوية سابقاً في الفضاء العثماني.

كما تتناول المحاضِرة الحدود التاريخية والسياسية التي تفصل حقل الدراسات العثمانية – التركية عن تلك التي عُنيت بالإسلام بشكلٍ عام (الإسلاميات)، بالنظر لما تفرضه الجغرافيا واللغة أيضاً، وهذا ما جعل حقل الدراسات التركية يمتدّ إلى الفضاءات ما بعد العثمانيّة في وسط آسيا وفي البلقان.

تأتي أهمية هذه المحاضَرة ممّا تشتغل عليه ضمن حقل عِلمي عانى طويلاً من التشظّي بين دراسات الصوفية والأخويات، وأنثربولوجيا الشعائر الدينية أو الإسلام السياسي، قبل أن يشهد انتعاشةً بُعيدَ مطلع الألفية بفعل التحوّلات السياسية داخل المشهد التركي التي رافقت وتلت وصول "حزب العدالة والتنمية" إلى السلطة عام 2002.

المساهمون