منذ نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، أطلقت مؤسّسة "خزائن" في القدس المحتلةّ مشروع "دفاتر الحرب"، عبر دعوة عامّة إلى أن "يكون كلّ شخص جزءاً من حماية التاريخ والذاكرة، في توثيق الحرب على غزّة"، بحسب إعلان حملة المشروع.
وسيجري العمل مع عشرات المتطوّعين في فلسطين وحول العالم لتوثيق العدوان، من خلال جمع كلّ ما يصدر الآن بالعربية، وبأية لغة أُخرى، حول الحرب من منشورات، وملصقات، وتصاميم، ومذكّرات، ورسومات، وخطابات مرتبطة بالحرب، بالإضافة إلى جميع المواد المناهضة لها، والداعمة والمساندة للفلسطينيين، وأيضاً جمع الصور والشهادات الشخصية، من تجارب مرّ بها أصحابها في الحرب، أو في الوقفات التضامنية حول العالم.
وتسعى "خزائن" من خلال حملة "دفاتر الحرب" لجمع مواد ورقية ورقمية من فلسطين والعالم، حيث سيجمع نشطاء جميع المنشورات التي صدرت ولا زالت تصدر منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بهدف حفظ وتوثيق وحماية التاريخ والذاكرة الجمعية، حيث ستشكّل هذه المواد جزءاً مهماً في بناء مخزون معرفي يوثّق هذه المرحلة، بكلّ آلامها وتحدياتها، وما يصنعه الشعب الفلسطيني وشعوب العالم من مساندة ودعم للقضية الفلسطينية، حيث يمكن بناء أرشيف يرسّخ ذاكرة النضال، من أجل التعلّم منها واستلهام دروس للمستقبل.
شكّل هذه المواد جزءاً مهماً في بناء مخزون معرفي يوثّق هذه المرحلة، بكلّ آلامها وتحدياتها
وأعلنت الحملة أنّها تستقبل المواد عبر البريد الإلكتروني pr@khazaaen.org، أو في مقرّ المؤسّسة في حيّ الشيخ جرّاح بمدينة القدس، في حال كانت المواد ورقية، حيث ستوثَّق باسم أصحابها، وذلك بعد فتح خزانة شخصية لهم في "خزائن".
ويمثّل المشروع واحداً من ثلاثة مشاريع تنفّذها "خزائن" خلال العام الجاري، إلى جانب "أرشيف المكتبة" بالتعاون مع مكتبة المسجد الأقصى لتوثيق إرثها، والعمل مع طلاب وأطفال المكتبة لتعزيز نهج الأرشفة والقراءة، أمّا المشروع الثالث والمنبثق من الأحداث الحالية فيتمثّل في متابعة كلّ ما آلت إليه قضايا حقوق الإنسان، ومراجعة الخطاب وتوثيق عمل المؤسّسات الحقوقية وتطوّر خطابها منذ عام 1948.
يُذكر أن "خزائن" مؤسّسة مستقلّة تأسّست عام 2016، وهي أرشيف مجتمعي يوثّق حكايا الناس من خلال جمع المواد والمنشورات قصيرة المدى (مطويات، منشورات، دعوات، ملصقات..) من فلسطين والعالم العربي، لبناء مورد معرفي بشكّل مساحة لإنتاج وتوفير مضامين ثقافية ومعرفية، تسهم في دراسة التاريخ المجتمعي، ورفد المهتمّين بأدوات بحثية تساعد على دراسة الماضي وفهم الحاضر وبناء المستقبل.