في أدبيات التاريخ السياسي، يرتبط مفهوم الشمولية غالباً بأنظمة المنتصف الأول من القرن العشرين، الستالينية في روسيا والفاشية في إيطاليا والنازية في ألمانيا، وعلى أساسها تقاس جميع الأنظمة الأخرى، التي ليست سوى تنويعات من ممارسات الحكم تلك.
حول "شموليات القرن العشرين" يحاضر، غداً في "المركز الثقافي الفرنسي" في تونس العاصمة، المؤرخ السياسي الفرنسي دانيال جوادون، ويتزامن يوم المحاضرة مع ذكرى لقاء رمزين شموليين هما هتلر وموسوليني في روما سنة 1938.
تحمل المحاضرة عنواناً فرعياً "هل هي قابلة للفهم؟" ما يوحي بالنظرة التي يحملها إنسان القرن الحادي والعشرين إلى ظواهر سياسية حكمت في القرن السابق، وباتت غير مقبولة أخلاقياً وعقلانياً. غير أن قراءة جوادون ستمتد إلى ما هو أبعد، حيث يرصد أثر هذه الشموليات في عالم السياسة اليوم، وهل أن إسقاط المصطلح كتوصيف للأنظمة أنهى هذا النوع من الحكم؟
اشتغل جوادون في مسيرته على محورين؛ الأول هو تاريخ الأنظمة الشمولية، الذي كانت مقاربته فيها شخصانية حيث أرّخ لها من خلال سير ستالين وهتلر، ثم رصد بقايا هذه الأنظمة في أنظمة النصف الثاني من القرن العشرين وخصوصاً في بلدان العالم الثالث.
المحور الثاني الذي شغل المؤرخ الفرنسي هو التاريخ السياسي لبلاده، والذي قدّم فيه مقاربات تفسيرية اعتمدت على التغيّرات الديمغرافية لفرنسا منذ الثورة في القرن الثامن عشر.
يعتبر جوادون أحد أشهر المؤرخين السياسيين في فرنسا بفضل ظهوره المتواتر في وسائل الإعلام، وهو ما يمنح طروحاته شعبية قلما يحظى بها الأكاديميون، وهو غالباً ما يركّز على المواضيع المثيرة في التاريخ، كما هو الحال في برامج شهيرة له مثل "بوليميكس" و"صوت خلفي".