إنهاء مظاهر الاستعمار في المتاحف الإسبانية مبادرةٌ طرحها وزير الثقافة إرنست أورتاسون، ولا تزال تثير جدلاً ثقافياً في البلاد. تأتي هذه المبادرة في إطار نيّة الحكومة مراجعة مجموعات المتاحف الوطنية للتغلُّب على إطارها الاستعماري.
ليست المبادرة جديدة من نوعها في أوروبا، إذ جرت دراستها وتنفيذها بالفعل في جزء كبير من المتاحف الأوروبية. وهي توفّر النقاش وبناء سرديات جديدة حول المجموعات الفنّية والإثنولوجية. ولكن كيف يمكن إنهاء مظاهر الاستعمار في متحف؟
يشير الخبراء إلى أنّ المهمّة معقّدة وطويلة، ولا تتعلّق فقط بالنتائج الملموسة والمُعلنة التي تشمل إجراءات تعويضية وإعادة القطع الفنّية إلى بلدانها الأصلية، بل هي عملية متعدّدة الأوجه، ويجب أن تبدأ من الاعتراف بأنّ هذه المتاحف أو المؤسّسات الثقافية قامت عضوياً على أساس أنّها كيانات تابعة للعقلية الاستعمارية.
قد تكون بداية إنهاء مظاهر الاستعمار في البلدان العربية هي الاعتراف والتعامل مع الأنظمة العربية على أنّها كيانات قامت عضوياً على أساس أنّها تابعة للاستعمار.
تبدو حياة الإنسان العربي كمثل بصلة تلفّها طبقات من القشور. أوّل هذه الطبقات استعماره الداخلي، ثقافياً وسياسياً واجتماعياً من قبل الأنظمة العربية، ثمّ تأتي طبقة الاستعمار الخارجي، وأعني به احتلال الأرض. ولا يمكن التخلّص من القشرة الثانية إلّا بإزالة القشرة الأُولى. وليأتِ بعدها البكاء. ليس البكاء مشكلة. المشكلة هي كيف نعيش أحراراً؟
* شاعر ومترجم سوري مقيم في إسبانيا