"حوارات الديوان"... إطلالة من شُرفة برلينية

10 ديسمبر 2024
أودو شتاينباخ (على اليمين) وإيفالد كونيش وداريوس هوفمان
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انطلقت سلسلة بودكاست "حوارات الديوان" من "البيت الثقافي العربي" في برلين، مستضيفة الباحث الألماني أودو شتاينباخ، وناقشت مواضيع مثل الحوار بين الثقافات والسياسة الألمانية في العالم العربي.
- استضاف البودكاست شخصيات بارزة مثل ينس هانسن وواسيني الأعرج، وناقش مواضيع الحضارة العربية، وتاريخ المنطقة، والتحديات الثقافية، وتأثير التكنولوجيا على الأدب.
- في الحلقة الثالثة، استضاف الكاتب القطري أحمد جعفر عبد الملك، متناولاً تجربته في الغوص وهندسة السرد، ومستقبل الشخصية الخليجية في الأدب. تأسس "البيت العربي" في برلين عام 2017 ويقدم فعاليات ثقافية متنوعة.

باستضافة الباحث الألماني أودو شتاينباخ (1943)، أحد أبرز روّاد "الدراسات الشرقية" في العالم الناطق بالألمانية، انطلقت مؤخّراً أُولى حلقات بودكاست "حوارات الديوان"، الذي يُنظّمه "البيت الثقافي العربي" في برلين (الديوان)، وتُبثّ حلقاته عبر قناة المؤسّسة على "يوتيوب"، ويُقدّم النسخة العربية منه الكاتب السوري إبراهيم الجبين، في حين يتولّى تقديم النسخة الألمانية كلٌّ من الصحافي إيفالد كونيش والباحث داريوس هوفمان.  

تحدّث المدير الأسبق لـ"معهد الشرق الألماني" عن مشروع حياته التي نذرها لتعزيز الحوار بين الثقافات، مستعرضاً العقود الماضية من السياسة الألمانية في المنطقة العربية، وتوجّهاتها، خاصّة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001، ومدى تأثير العِلم على السياسة، وما الذي يجب أن يتغيّر حتى يكتسب مشروع "حوار الثقافات" الذي عمل عليه ولا يزال زخماً جديداً مرّة أُخرى. كما كشف شتاينباخ عن قراءته للعلاقات المعقّدة بين ألمانيا والعالم العربي، وأُفق الحوار، مستنداً في ذلك على عقود من الخبرة، والعمل لسنوات طويلة في العديد من اللجان والمنظّمات والمؤسّسات، إضافة إلى علاقته الوثيقة مع السياسيّين والأكاديميّين.

جزء من نشاط ثقافي أوسع يشمل المسرح والكتاب والموسيقى

وفي الحلقة الثانية من "حوارات الديوان"، استضاف البودكاست مدير "المعهد الألماني للأبحاث الشرقية" في بيروت، ينس هانسن، حيث دار الحوار حول الحضارة العربية وتاريخ المنطقة العربية ومنطقة البحر الأبيض المتوسّط، كما تطرّق الباحث إلى المنصب الذي يشغله وتعيينه فيه، والخلافات المرتبطة به والحرّية الأكاديمية، وكذلك تناول بيروت العثمانية التي اشتغل عليها في أبحاثه، ومحلّة زقاق البلاط حيث يقع المعهد الألماني الذي يُديره.

أمّا أُولى الحلقات العربية من "حوارات الديوان" فاستضافت الروائي الجزائري واسيني الأعرج (1954)، حيث تحدّث عن حياته وسنوات عمره الأُولى، ولحظات تعلّمه للغة العربية التي كانت محظورة في بلاده، قبل أن تنال استقلالها عن الاستعمار الفرنسي. كما كشف الأعرج عن كواليس رواياته القادمة من الأندلس، حيث بيت جدّه المهجّر منه إلى ضفّة المتوسّط الجنوبية، ثم عرّج على دمشق التي عاش فيها أكثر من عشر سنوات، اكتشف خلالها هويّته أديباً، وأصدر أُولى أعماله الأدبية "البوّابة الزرقاء" (1980) التي كانت بوّابته نحو أفق الرواية.

البيت العربي - القسم الثقافي
من نشاط سابق نظّمه "البيت العربي الثقافي" في برلين

كذلك أعرب الروائي الجزائري في حواره مع الإعلامي السوري عن قلقه من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وغياب النقد الأدبي، ولفت إلى بحثه في القضايا الإشكالية، من سيرة الأمير عبد القادر الجزائري إلى سيرة مي زيادة، لتظهر المرأة فاعلاً رئيسياً في حياة الأعرج ورواياته، ومعها كتاب قديم كانت له قصّة مثيرة في طفولته، وسوف يكون الصديق الوحيد الذي يرافقه في رحلة تخفّيه وهربه خلال سنوات العشرية الدامية في الجزائر خشية الاغتيال على أيدي المتشدّدين.

كما حلّ الصحافي والسيناريست ممدوح حمادة (1959) ضيفاً في الحلقة الثانية من "حوارات الديوان"، وتناول في حديثه تجربته في كتابة أعمال تلفزيونية دخلت باب الذاكرة عند عموم المشاهدين في العالم العربي؛ مثل "ضيعة ضايعة" بجزأيه و"الخربة".

الكاتب والإعلامي القطري أحمد جعفر عبد الملك (1951) كان ضيف الحلقة الثالثة من "حوارات ديوان"، والذي انتقل في حديثه من عالم الغوص والبحث عن اللؤلؤ إلى هندسة السرد الروائي، مروراً بالظهور التلفزيوني العربي، وصولاً إلى الشعر النبطي وصنوفه والأغنية الخليجية التي وضع فيها كتاباً موسوعياً.

تعدّدت محاور هذه الحلقة الحوارية، وتجاوزت مواضيع عبد الملك التي حملته إلى الهند، وعادت به إلى مياه الخليج، باحثاً عن مستقبل الشخصية الخليجية في الأدب وسط كمٍّ يقول إنّه ضخم جدّاً، غير أنّه لا يزال يقتصر على الأبعاد الاجتماعية. يحضر الأدب القطري والكويتي والسعودي، ويحضر الإحساس بالمكان والزمان عند كاتب رأى النور في الدوحة وعاش متنقّلاً بين بيروت ونيويورك وويلز.

الجدير بالذكر أن "البيت العربي" في برلين تأسّس عام 2017، وتنطلق منه العديد من الفعاليات الثقافية مثل "أكاديمية الديوان للغة العربية"، و"أكاديمية الديوان للموسيقى"، بالإضافة إلى تنظيم المعارض الفنّية وعروض الأفلام، وفنون الأداء المسرحي، وورشات العمل، كما يصدر "مجلّة الديوان الثقافية"، إلى جانب نشاطات ثقافية وفنّية مختلفة.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون