حرائق تركيا.. فنّانون ومثقّفون في دائرة النيران

07 اغسطس 2021
أثر الحرائق في جبال منطقة موغلا التركية (Getty)
+ الخط -

منذ اليوم الأول الذي بدأت فيه حرائق غابات مدن الساحل الجنوبي الغربي لـ تركيا الأسبوع الماضي، لعب الفنانون والمثقّفون الأتراك دوراً مهمّاً في إدارة الحملات الشعبية التي توجّهت إلى مناطق الحريق للمساعدة في الإطفاء، ونظّم بعضهم عدّة حملات لإمداد متضرّري الحرائق باللوازم الطبية، ومن بين هؤلاء، الشاعر والمخرج السينمائي يلماز أردوغان والمسرحية دوغا روتكاي، بالإضافة إلى مشاركة بعض الفنّانين في عمليات الإطفاء؛ كالممثّلين إبراهيم تشيليك كول، وشاهان جوكباكار وبامير باكين.

وإلى جانب الحملات التي نظّمها الفنانون لدعم متضرّري الحرائق، شارك عدد كبير من الفنّانين المعروفين، مثل الكاتب والموسيقي زولفو ليفانلي والممثلة بَران ساعات وعازف البيانو فاضل ساي، في إطلاق وسم "ساعد تركيا" على وسائل التواصل الاجتماعي. وكُتبت شعارات هذه الحملة باللغة الإنكليزية، حيث اعتبر هؤلاء الفنانون أنّ مسألة حرائق الغابات أزمة عالمية، وعلى الدول الكبرى أن تساعد في إطفاء تلك الحرائق، لعدم قدرة الحكومة التركية على حلّ الأزمة وحدها.

وقد أعلنت الحكومة التركية، قبل أيام، عن بعض التضييقات التي سوف تفرضها على شبكات التواصل الاجتماعي، بدعوى أن مثل هذه الحملات سوف تؤثّر على "هيبة" الدولة التركية، واتفق بعض الفنانين مع هذا الرأي، كالمغنية نيلوفار والممثلة نيلجون بلجون، وقاموا بمهاجمة منظّمي حملة دعم تركيا، واتهمهم البعض بـ"خيانة الوطن". اللافت للانتباه، أن اللاجئين لم يسلموا أيضاً من الهجوم في الأيام السابقة، حيث قام بعض الفنّانين بنشر صور مهاجمة للمهاجرين الأفغان الذين دخلوا إلى تركيا من حدودها مع إيران، مثلما فعلت الممثلة إيزجي مولا، بطلة مسلسل "شقة الأبرياء" التي نشرت صوراً للمهاجرين مع صور الحرائق، وكتبت تحتها تعليقاً عنصرياً: "وسط الحرائق، يجب ألّا ننسى هذا أيضاً.. لا أريد لاجئين في بلادي".

مطالبات بإلغاء مهرجانات هذا الموسم تضامناً مع المتضرّرين

ومن بين الحملات التي أطلقها مثقّفون وفنّانون أتراك منذ اندلاع الحرائق، طالب قسم منهم بعدم إقامة الفنادق والمنتجعات السياحية محل الغابات المحترقة. وأطلقوا حملة بعنوان "وَعْد"، حيث قدّم فنّانون وكُتّاب وعوداً بعدم المشاركة في المهرجانات والحفلات في مناطق الغابات المحترقة، إذا لم تُزرع من جديد، واستخدمتها الحكومة في أغراض أُخرى.

كما قامت عدّة نقابات فنية بإصدار بيانات بشأن تلك الحرائق لمناقشة أسباب اشتعالها والمطالبة بفتح تحقيقات شاملة في هذه الأسباب، وضرورة سرعة استجابة الحكومة في مثل هذه الكوارث. وهدفت البيانات أيضاً إلى رفع الوعي المجتمعي ضد الحرائق، مع التشديد على أهمية إعادة تشجير الغابات المحترقة من جديد. كما أشاد كثير من الفنّانين بالدور الذي لعبته مؤسّسة "أحباب" التي يديرها المغنّي خلوق ليفنت، حيث قدّمت المؤسّسة دعماً للأهالي الذين تركوا بيوتهم بعد إخلاء القرى التي وصلت إليها الحرائق، كما استأجرت طائرة إطفاء حرائق من كازاخستان.

وأخيراً، تشهد الأوساط الثقافية والفنية التركية هذه الأيام نقاشات عديدة، من بينها مسألة إلغاء المهرجانات الشعرية والحفلات الموسيقية لهذا الموسم. حيث طالب بعض الفنّانين بضرورة إلغائها تضامناً مع الأهالي المتضرّرين من الحرائق، بينما اقترح البعض الآخر أن تُقام الحفلات وتذهب أرباحها إلى الأهالي المتضرّرين. وقد بادر بعض الرسّامين المعروفين بالتبرّع بلوحاتهم إلى المؤسّسات الداعمة للمتضرّرين، مثل الرسام إسماعيل أجار.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون