استمع إلى الملخص
- يتناول سروري في أعماله موضوعات كالفلسفة، التاريخ، والخيال العلمي، مع أعمال مثل "تقرير الهدهد" و"ابنة سوسلوف"، مستكشفًا أصول الإيمان ومستقبل البشرية.
- ينتقد النظام التعليمي في العالم العربي لغياب التفكير النقدي والابتكار، مؤكدًا على دور الرواية في تعليم الحياة وتوسيع الخيال.
يرى الكاتب اليمني المقيم في فرنسا، حبيب عبد الرب سروري (1956)، أنّ الرواية العربية تدور حول الذات أو الأحداث الموجودة، مُعتبراً أنّ قوّة الرواية تكمن التخييل؛ فالخيال أهمّ من المعرفة، مستشهداً في هذا السياق بمقولة لآينشتاين: "المعرفة محدودة والخيال لا حدود له".
وأوّل أمس الأربعاء، حلّ سروري ضيفاً على العدد العاشر من "حديث الألِف"، الذي تُقدّمه الكاتبة السورية سمر يزبك في "مكتبة ألِف" بالدوحة، ليختتم المنتدى الشهري موسمه الأوّل، على أن يعود في موسمٍ ثانٍ ابتداءً من أيلول/ سبتمبر المُقبل.
وعلى مدار ساعتَين ونصف، تحدّث الأكاديمي والباحث المتخصّص في علوم الكمبيوتر عن تجربته الكتابية التي بدأها مع باكورته الروائية "الملكة المغدورة" (صدرت عن دار "لامارتان" الفرنسية عام 1998 ثمّ مترجَمة إلى العربية عام 2002)، وصولاً إلى روايته "نزوح" (2024)؛ وهي التجربة التي توقّف عندها في كتابه "الرواية مدرسة الحياة" (2023).
بحاجةٍ إلى مناهج تعليمية تركّز على العلم والتفكير النقدي
في رواية "تقرير الهدهد" (2012)، يقول سروري إنّه "أنزل أبا العلاء المعرّي من السماء السابعة والسبعين إلى الأرض"، مُضيفاً أنّ المعرّي هو "أبو النزول"، في إشارةٍ إلى بيت شعري له يقول فيه: "دُعيتُ أبا العلاء وذاك مَيْنٌ/ ولكنَّ الصحيح أبو النزولِ".
وفي رواية "ابنة سوسلوف" (2014)، تبدأ الأحداث من الكفاح المسلَّح ضدّ الاستعمار البريطاني لليمن، وتستمرّ مع تأسيس جمهورية اليمن الشعبية في الجنوب، ثمّ الوحدة اليمنية، لتنتهي بانتفاضة اليمن في 2011 مع بدايات الربيع العربي.
أمّا "عرق الآلهة" (2008)، التي يصفها بأنّها روايةٌ فلسفية، فينطلق فيها من سؤال حول كيف بدأَت فكرة الآلهة ولماذا استمرّت إلى الآن؟ والذي يقول إنّ الإجابة عنه تتطلّب الاستعانة بتخصّصات مختلفة؛ مثل علم الاجتماع والتاريخ والأنثروبولوجيا، وهو ما فعله من خلال بطلتَي الرواية فردوس وحنايا؛ فإحداهما شاعرة والأُخرى متخصّصة في علوم الدماغ، مضيفاً: "تعدُّد المجالات يسمح بتقديم رؤية أفضل".
وعن "جزيرة المطففين" (2020)، فيقول إنّها روايةٌ استباقية ورواية خيال علمي، يتصوّر فيها عالَم المستقبل مقسَّماً إلى ثلاث طبقات: الأغنياء، والروبوتات المخابراتية، وسكّان الهامش.
وبالوصول إلى كتابه "الرواية مدرسة الحياة" (2023)، يوضّح حبيب عبد الرب سروري أنّ العمل صدر عن "دار المحيط" ضمن سلسلة "أنا الرواية"، التي خُصّصت لشهادات روائيّين عرب عن تجاربهم، قائلاً إنّه تحدّث في الكتاب عن الشرارة التي انطلقت منها كلُّ رواية من رواياته.
تطرّق سروري، خلال اللقاء، إلى موضوعات مختلفة؛ من بينها سبب كتابته روايتَه الأُولى باللغة الفرنسية، حيث أوضح أنّ الرواية جاءت بعد خمسة عشر عاماً من انشغاله بالبحث العلمي والمطالعة بالفرنسية، و"حينها كنتُ شبه منقطع عن اللغة العربية".
تحدّث سروري، أيضاً، عمّا سمّاه غياباً لأدب الخيال العلمي في الثقافة العربية في مقابل ازدهاره في الغرب، قائلاً إنّ ذلك مرتبطٌ بوضْع العلم والثقافة العلمية عربيّاً. وهنا، اعتبر أنّ التعليم يمثّل مشكلة كبرى في العالم العربي؛ حيث تنصبّ المناهج على تعليم الطالب كيف لا يفكّر، بينما ينبغي أن تتّجه إلى تعليم الأفكار والتفكير النقدي، مضيفاً أنّ التعليم في العالم العربي بحاجة إلى إصلاحات تُركّز على تطوير قدرات الطلبة وثقافتهم العلمية وتوفير الفرص وتحفيز الابتكار.