في الثاني من شباط/ فبراير الماضي، مرّت مائة عام على إصدار رواية "يوليسيس" للكاتب الأيرلندي جيمس جويس (1882 – 1941) والتي بدأ نشرها على حلقات منفصلة في مجلة "شيكاغو ليتل ريفيو" بين عاميْ 1918 و1920، وأثارت جدلاً واسعاً آنذاك بسبب مضامينها "الفاحشة" كما وصفها بعض النقاد.
رفض الناشرون في لندن ودبلن إصدار الرواية حتى وافقت سيلفيا بيتش صاحبة مكتبة "شكسبير آند كومباني" الباريسية، حيث اعتبر ذلك مغامرة قبل أن يتحوّل العمل إلى واحدة من أهمّ الروايات في القرن العشرين التي لاقت اهتماماً واسعاً ليس على مستوى النقد الأدبي إنما في حقول التحليل النفسي والعلوم الاجتماعية.
"جيمس جويس.. يوليسيس" عنوان المعرض الذي افتتح في الأول من شباط/ فبراير الماضي في "المكتبة البريطانية" بلندن ويتواصل حتى الحادي والثلاثين من أيار/ مايو المقبل، ويتضمّن المخطوطات الأصلية والمواد المطبوعة من الرواية.
يشير المنظّمون إلى أن "الرواية صدرت في اليوم الذي أتمّ فيه جويس الأربعين عاماً، وكُتبت بأسلوب تجريبي قدم تلميحات أدبية واسعة النطاق، واستخدمت فيها محاكاة ساخرة واستكشفت المونولوغات الداخلية المتشعبة لشخصياتها".
يضمّ المعرض ملاحظات أصلية ثبتها جويس على روايته التي تنتمي إلى أدب ما بعد الحرب العالمية الأولى وما احتوته من مناخات بدأت تتداعى منذ نهاية القرن التاسع عشر، ليس في أيرلندا فحسب إنما في كافة أنحاء القارة الأوروبية، حيث تصف عالماً تسوده الفوضى والاضطراب ويذهب سكّانه نحو الخراب.
كما يفصّل المعرض بدايات تفكير جويس بالكتابة التي تعود إلى عام 1914، قبل أن ينشرها متسلسلة بعد ذلك بنحو أربع سنوات، وكيف تعرّضت للمحاكمة في الولايات المتحدة وبريطانيا بسبب أفكارها الجريئة، إلى جانب وثائق لكتّاب مثل فرجينيا وولف وجورج برنارد شو يتناولون خلالها "يوليسيس".
وتُعرض أيضاً أول طبعة منشورة من الرواية التي تعتبر من كلاسيكيات الرواية الحديثة، والتي تتكوّن من ثمانية عشر فصلاً، كما يلفت المنظّمون إلى التعليقات الموثقة لجويس حول روايته ونقاشاته عنها مع طلابه، ومقارناته التي كان يعقدها بينها وبين "هاملت" و"دون كيشوت" و"الكوميديا الإلهية" و"فاوست" وغيرها.