لا تغيب أسئلة التحرُّر والحريّة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية عن أعمال الكاتبة والممثّلة التونسية جليلة بكّار (1952)، وهي التي شكّلت، مع المُخرج فاضل الجعايبي، ثنائياً مسرحياً بارزاً قدّم للخشبة سلسلةً من العروض التي يمكن إدراجها ضمن المسرح الملتزم؛ مثل: "كوميديا" (1991)، و"فاميليا" (1993)، و"جنون" (2001)، و"عرب برلين" (2002)، و"خمسون" (2006)، و"يحيى يعيش" (2010) التي كانت أشبه بنبوءة للثورة التونسية.
عند السادسة من مساء اليوم الجمعة، تستضيف "جمعية الشارع فنّ"، في مقرّها بتونس العاصمة، جليلة بكّار، والتي تُقدّمِ أمسية لقراءة نصَّين مسرحيَّين لها عن فلسطين؛ هُما "البحث عن عايدة" (1998) و"بشَر" (2023). وقالت الجمعية إنّ مداخيل الفعالية، التي تُقام تضامناً مع الشعب الفلسطيني، ستذهب إلى "الهلال الأحمر التونسي" لتحويلها لاحقاً إلى "الهلال الأحمر الفلسطيني".
قدّمت بكّار مونودراما "البحث عن عايدة"، التي كتبتها وأخرجها فاضل الجعايبي، لأوّل مرّة، قبل خمسة وعشرين عاماً على خشبة "مسرح بيروت" في العاصمة اللبنانية، ضمن تظاهرة أُقيمت لمناسبة الذكرى الخمسين لنكبة فلسطين بعنوان "خمسون نكبة ومقاوَمة". وقد صدر العمل عام 2002 عن "دار الجنوب" في تونس بتقديم المُخرج السينمائي الفلسطيني نصري حجّاج.
في هذا العمل، تغوص جليلة في تفاصيل القضية الفلسطينية، لتروي قصّتها منذ نكبة 1948 وصولاً إلى الزمن الحاضر، مروراً بجميع المحطّات البارزة التي شهدتها، من خلال حوارٍ مع امرأة فلسطينية غائبة، قد تكون متخيَّلة، اسمُها عايدة، نعرف أنّها وُلدت في يافا، واقتُلعت من أرضها مثل كثير من الفلسطينيّين الذي توزّعتهم المنافي العربية والأجنبية.
أمّا عرض "بَشَر"، الذي كتبته بكّار وأخرجته آسيا الجعايبي وعُرض مؤخَّراً ضمن تظاهرة "دريم سيتي" في تونس العاصمة، فتطرح فيه، بلغة نقدية، أسئلة ثقافية وإنسانية وسياسية واجتماعية عن الإنسان والوطن، وتعود إلى تأمُّل القضية الفلسطينية والنسيان والموت والتنكيل بأطفال فلسطين وأمّهاتهم، لتطرح سؤالها المركزي: متى ينتهي الاحتلال في فلسطين؟