استمع إلى الملخص
- الأعمال المعروضة تعكس التنوع والتأثيرات بين الفنانين العرب من دول المتوسط، مثل لوحة "طفل فلسطين" لفاتح المدرس ولوحة "فلسطين الأُمّ" لسليمان منصور.
- المعرض يشمل 86 عملاً فنياً لـ62 فناناً، ويقدم جلسات حوارية وورش عمل متنوعة حول الفنون البصرية، مما يتيح تفاعل المشاركين مع الفن بشكل عملي.
حتى الرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، يتواصل في "متحف الشارقة للفنون" معرض "جذور وحداثة: الفن العربي المعاصر في منطقة البحر المتوسط" الذي افتتح الأربعاء الماضي، بالاشتراك مع "المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة" في عمّان.
يضيء المعرض الذي تحتضنه مدينة الشارقة الإماراتية، المرحلة التي أعقبت إنشاء الأكاديميات الفنية في عدد من البلدان العربية، وقدوم أول التشكيليين الذين درسوا في المعاهد الغربية، حيث بدأت صياغة مشهد فني معاصر بحلول منتصف القرن العشرين يتجاوز ما وضعه المؤسسون في العقود السابقة، وراكم عليه أجيال من الفنانين في ما بعد.
وتعكس الأعمال المعروضة التنوع والروابط والتأثيرات التي تجمع الفنانين العرب المعاصرين من منطقة المتوسط، وتشمل كلّاً من دول المغرب والجزائر وليبيا وتونس ومصر وفلسطين والأردن وسورية ولبنان، ومنها لوحة "طفل فلسطين" للفنان التشكيلي السوري فاتح المدرس (1922- 1999)، وتمثّل رؤيته للحداثة عبر تقديم عناصر مبسطة ومختزلة الشكل في انزياح عن صورتها في الواقع المألوف، حيث تظهر الدائرة في معظم لوحاته تعبيراً عن المرأة، وتأخذ الوجوه لديه أشكالاً مربعة أو مستديرة بالعادة.
كما تُعرض لوحة للفنان التشكيلي المغربي محمد المليحي (1936 – 2020) التي تُبرز مفهوم الأمواج كما كان يرسُمها ضمن أسلوبٍ تجريدي تغلبُ عليه الخطوط الدقيقة والألوان الهادئة، مع إعادة صياغة مستمرّة لها، فيُضيف إليها مجموعةً جديدةً من الألوان والأشكال والرموز، لتتّخذ صياغات جديدة.
وتتوسط المعرض لوحة "فلسطين الأُمّ" للفنان الفلسطيني سليمان منصور (1947)، وفيها أُمّ فلسطينية بثوبها التقليدي الأزرق اللون تحضن طفلها الذي يرتدي كوفية سوداء ويهديها وردة حمراء، وخلفهما فضاء بلا تضاريس في محاولة لمنحها بُعداً أيقونياً مثلما فعل الفنان في لوحات سابقة نالت انتشاراً واسعاً.
ويشير بيان المعرض إلى أن الأعمال تستخدم مختلف أنواع الفنون البصرية كالرسم والتصوير والحفر والطباعة والخزف والنحت، بما مجموعه 86 عملاً فنياً تمثّل 62 فنّانة وفناناً، حيث تتنوع أعمالهم ومواضيعهم وتقنياتهم وأساليبهم واتجاهاتهم.
واستضاف "متحف الشارقة للفنون" جلسة حوارية الجمعة الفائت، ناقش المشاركون فيها الرؤية الفنية وراء إقامة المعرض، وسلطوا الضوء على المواضيع الأوسع عن الفن العربي المعاصر في منطقة البحر المتوسط، بالإضافة إلى تنظيم سلسلة الورش المتحفية، وبرامج حول فن الطين، وفن النقش، ودمج الألوان المائية والحبر، وورش تشمل طبقات الألوان والفن التجريدي الهندسي للأطفال، مما يتيح للمشاركين التفاعل مع الفن بشكل عملي ومتنوع.