تُعاني المناهج المدرسية العربية من افتقار في إنتاج المحتوى المُخصَّص للمعلّمين، من حيث بناء قاعدة تربوية تكون قابلة للاستناد عليها في استكشاف المهارات، وتطويرها الدائم، في ظل عالم مُتسارع، وهذا انعكس على القطاع التربوي، وتجلّت آثارُه في فترة الجائحة وما بعدها.
في هذا السياق، صدر عن "ترشيد التربوية" كتاب يحمل عنوان "نحو معلّم فاعل في التعليم الوجاهي والإلكتروني: نماذج في تدريب المعلّمين الفعّال"، بهدف تلافي ما في المكتبة العربية من محدودية في هذا الحقل الذي أصبح اليوم، حتى بعد انحسار الجائحة، تقاطُعياً (بين الحضور الفعلي والافتراضي) أكثر من أي وقت مضى، وهي السمة التي ستلازمه مستقبلياً.
اشترك في تأليف الكتّاب مجموعة من الأكاديميين والخبراء في التدريب التربويّ؛ وهم: دعاء غوشة وهبة، وحلمي رؤوف حمدان، ونجلاء فتحي علي، وحنان الجمل، وخلود حمدان عامر، وسامية عُمر الديك.
وفي حين تنصبّ البحوث المقدّمة في الكتاب على مركزية التطوير المهني، فإن نقطة الانطلاق التي اتخذت إطاراً فيها، هي التركيز على التدريب التربويّ للمعلّمين في ضوء الكفايات والمستجدّات. وفي هذا الصدد يستعرض الكتاب نماذج مدروسة لتدريباتٍ وجاهيّة وإلكترونيّة، كما يتطرّق إلى دور مصادر التعليم المفتوحة في التدريب وتطوير المعلّمين مهنياً.
شُفعت تلك الطروحات النظرية برؤى وتجارب مُختلفة لاحقة أسهمت جائحة كورونا بحدوثها، إذ أثّرت على دور المعلّم والطريقة الجديدة في تعاطيه مع المتعلّمين، كما تمّ التركيز على التعليم والتعلّم الإلكترونيّ بكلّ ما له وما عليه من إيجابيّات وسلبيّات.
يتألف الكتاب من 256 صفحة، ويحتوي على ثلاثة فصول، هي: "التدريب التربويّ المستند إلى كفايات المعلّم المهنيّة والمشاريع التعليميّة"، و"التدريب الإلكترونيّ، معوّقاته ونماذج تطبيقيّة: أنموذج حمدان في التدريب الإلكتروني"، و"مصادر التعليم المفتوحة ودورها في التطوّر المهنيّ المستمرّ، ونماذج لابتكارها: أنموذج غوشة لابتكار مصادر تعليم مفتوحة".
يُشار إلى أنّ الكتاب هو الإصدار الثالث لـ"ترشيد" إذ سبق أن أصدرت كتابين سابقين هما: "عقلية التساؤل"، و"حلول مبتكرة لمشكلات سلوك الطلّاب في المدرسة". وإصدارات "ترشيد التربويّة" هي برنامج ترشيد للنشر التربويّ المتخصّص، الهادف إلى نشر كتب متخصّصة في الحقل التربويّ العربيّ.