استمع إلى الملخص
- **المعرض يسلّط الضوء على أعمال قريقع، بما في ذلك فيلمه "المطار" الذي يوثّق مطار غزّة الدولي المدمر، ويشارك فيه فنانون آخرون مثل أحمد الدعالسة وميسرة بارود، الذين يعبرون عن تجاربهم مع النزوح والدمار.**
- **المنظّم عبد الرحمن أنور يؤكد أن المعرض يكرّم الأمل والإبداع المستمرين رغم الدمار، ويعكس صمود أهل غزّة في مواجهة الشدائد.**
حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري، يتواصل في "غاليري الفنون" بالمدينة التعليمية في الدوحة معرض "تحت الأنقاض، الأحلام باقية: تكريم الفنّانين الصامدين"، الذي افتُتح عند السادسة والنصف من مساء أول أمس الأحد، ويضمّ لوحات لعدد من الفنّانين الغزّيين.
المعرض الذي يُنظَّم بتنسيق من عبد الرحمن أنور، وآمنة القرداغي، بدعم من "الهلال الأحمر القطري"، يضيء أعمال الفنان الغزّي محمد سامي قريقع الذي استُشهد في 18 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مع بداية حرب الإبادة الإسرائيلية على غزّة المستمرّة حتى اليوم، ولم يبلغ 24 عاماً.
يُعرض عمل لقريقع يستعيد مطار غزّة الدولي، الذي دمرته "إسرائيل" خلال الانتفاضة الثانية في عام 2001، وكان قد شارك في معرض أُقيم عام 2022، مع مجموعة من الفنانين أضاؤوا تفاصيل التخطيط وبناء المطار والحياة الروتينية للعاملين فيه، وتوثيق رواياتهم الشخصية، حيث نفّذ فيلماً تسجيلياً قصيراً بعنوان "المطار" ويظهر الفنان وهو يخطّ عبارة "هنا مطار غزة" على أحد الجدران المُهدّمة في القطاع.
تكريم للأمل المستمرّ، والإبداع الذي يزدهر حتى في أحلك الأوقات
ألهم الفيديو الذي وثّقه الفنان الشهيد، وتحدّث خلاله عن حلمه بافتتاح معرض له في غزّة، المنظّمين لإقامة معرضٍ يستذكر تجربته، إلى جانب فنّانين آخرين ما زالوا على قيد الحياة منهم الفنّان أحمد الدعالسة الذي يُشارك بعمل تحت عنوان "مذكّرات النزوح"، وهو عبارة عن خيمة رسم فوقها بخطوط افتراضية بيضاء هيكل بيتٍ بنوافذه وبوابته، متأملاً الدمار الذي لحق بسكنه، وكفاحه من أجل تصور حياة أفضل وسط النزوح.
أما الفنان ميسرة بارود، فيذهب في سلسلة لوحاته "ما زلت حيّاً" التي بدأها منذ بداية العدوان بعد أن فقد بيته ومرسمه اللذين يحتويان أدواته وعشرات اللوحات وآلاف المخطوطات (السكيتشات) ومكتبة فنية تحتوي على أكثر من 3000 كتاب، فرسَم باستخدام أقلام الرصاص والحبر حياة النزوح واللجوء وتنقله المستمرّ من مكان إلى آخر تحت القصف الوحشي، وواظب على نشرها في حسابه على "فيسبوك".
في أحد أعمال بارود، تحتضن أُمٌّ غزية طفلها وسط العراء بينما يظهر عملٌ آخر عائلة تنزح تحت النار، حيث يسير أفرادها يحملون حقائبهم وحاجياتهم فوق رؤوسهم، وبجانب تنزح قطة أيضاً!
يقول عبد الرحمن أنور في تقديم المعرض "بينما كنت أُفكّر في موضوع المعرض، سيطرت عليّ فكرة واحدة مؤثرة: على الرغم من الدمار واليأس الذي يحيط بهم، يواصل الناس في غزّة رفع رؤوسهم عالياً. يرفضون أن تدفن أحلامهم تحت الأنقاض. روحهم الثابتة وصمودهم في مواجهة الشدائد ألهمتني لتسمية المعرض"، في إشارة إلى العنوان الذي يعني "تكريم للأمل المستمرّ، والإبداع الذي يزدهر حتى في أحلك الأوقات".