تجارب الفنانات التجريديات.. من الأربعينيات حتى السبعينيات

03 فبراير 2023
عمل للفنانة الكورية الجنوبية ووك كيونغ تشوي، من المعرض
+ الخط -

أُقيم خلال السنوات الأخيرة عدد من المعارض في مدن غربية تستقصي أثر الفنانات تحديداً في المدرسة التجريدية، التي لطالما اعتُبرت مجالاً لعب فيه الرجل الفنان دوراً أكثر من المرأة، بوصفه المجدّد فيها، رغم الفنانات حضرن في هذا المجال منذ بداياته.

التعتيم الذي طاول النساء أتى لأسباب مختلفة؛ فبعضهن كنّ زوجات لفنانين كبار، مارسوا بأنفسهم فعل التغييب لزوجاتهم، وأخريات كانت حظوظهن في التعريف بأعمالهن بشكل أقلّ، بسبب الجغرافيا التي ينتمين إليها، إلى جانب أسباب تتعلّق بحسابات سوق الفن في مراحل سابقة.

"الفعل، الرمز، والرسم: الفنانات والتجريد العالمي 1940 – 1970" عنوان المعرض الذي يُفتتح مساء الخميس، التاسع من الشهر الجاري، في "غاليري وايتشابل" بلندن، ويتواصل حتى السابع من أيار/ مايو المقبل.

الصورة
(عمل للفنانة الأميركية إيلين دي كونينغ، من المعرض)
(عمل للفنانة الأميركية إيلين دي كونينغ، من المعرض)

يضمّ المعرض حوالي مئة وخمسين لوحة تمثّل واحدة وثمانين فنانةً ينتمين إلى جيل جرى تجاهل معظم المنتسبات إليه لفترة طويلة، في محاولة لإضاءة تجارب ظلّت مخفية وراء "الرسامين الرجال الذين يغلب عليهم البيض، والذين ترتبط أسماؤهم بالحركة التعبيرية التجريدية"، بحسب بيان المنظّمين.

يُحتفى هذه المرّة بممارسات العديد من الفنانات العالميات اللواتي اشتغلن على التجريد الإيمائي في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ويتمّ التركيز على تشكيليات من جميع أنحاء العالم لنفي التصوّر السائد بأن تيارات التجريد الأساسية انطلقت من الولايات المتحدة الأميركية.

تلتقي الأعمال المعروضة عند ثيمات مشتركة شغلت بال معظم التجريديات خلال الفترة التي يغطّيها المعرض؛ مثل الرأسمالية وحرية التعبير ومجابهة العنصرية، وكذلك السياقات السياسية والاجتماعية ذات الصلة بصعود الفاشية في أجزاء من أميركا الجنوبية وشرق آسيا، وصولاً إلى تأثير الشيوعية في أوروبا الشرقية والصين.

تُعرض أعمال الفنانة الموزمبيقية الإيطالية بيرتينا لوبيز (1924 - 2012) التي جمعت بين الميثولوجيا الأفريقية ورؤية حداثوية، وعارضت فكرة "الفن الأسود" التي اعتبرتها جزءاً من التنميط الذي مورس على الفنانين الأفارقة، وبقدر اهتمامها بالأحداث السياسية التي دارت في موزمبيق بعد الاستقلال، وفي مقدمتها الحرب الأهلية، فإنها تصدّرت جبهة المناوئين للفاشية في أوروبا، وخاصة الدكتاتور فرانكو في إسبانيا.

كما تُعرض لوحات الفنانة الكورية الجنوبية ووك كيونغ تشوي (1940 - 1985) التي أتت تجربتها في إطار الحركة الطليعية في بلادها، وجمعت بين التجريد والرسومات بالحبر والكولاج الورقي وأعمال التركيب، وارتبط اسمها بفن البوب أساساً.

إلى جانب لوحات الأميركية هيلين فرانكنثالر (1928 - 2011) التي تضمّنت مساحات لونية متراكمة تنزع نحو العفوية والارتجال، وتتجاوز التكوينات المألوفة، حيث ترسم أشكال الطبيعة بمفردات وعناصر مشتقة من حالاتها العاطفية المتقلبة، أو بمواضيع دينية وأسطورية اختزلتها بخطوط ونقط وعلامات.

تحضر أيضاً لوحات لكلّ من إيتيل عدنان وهيلين الخال من لبنان، وإيلين دي كونينغ من الولايات المتحدة، ويوكي كاتسورا من اليابان، ونينا تريغفادوتير من آيسلندا، وبهجت الصدر من إيران، وتوكو شينودا من الصين، ونسرين محمدي من الهند، وماريا هيلينا فييرا دا سيلفا من البرتغال، وغيرهن.

المساهمون