تاداكي كوياما.. عالم آخر وراء اللوحة

09 اغسطس 2021
(من المعرض)
+ الخط -

ينتمي الفنان الياباني تاداكي كوياما (1932) إلى جيل من التشكيليين بدأ مشواره بعد الحرب العالمية الثانية، من أمثال يايوي كوساما ويوكو أونو، مبتعداً معهم عن الرسم الياباني التقليدي وكذلك التعبيرية التجريدية التي هيمنت على الفن المعاصر آنذاك، واتجه إلى لوحة شديدة الاختزال تتضمّن حقولاً ملونة زاهية في تركيبات أفقية ورأسية.

انتقل مع زوجته الفنانة راكوكو نايتو إلى الولايات المتحدة عام 1958، وبدأ بعد سنوات عدّة في استكشاف الأبعاد الثلاثة من خلال وضع أرضية من الخشب والورق المطلي ودمج مواد صناعية في عمله، واستخدام رذاذ الألوان في طلاء سطحه.

حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري، يتواصل المعرض الاستعادي لكوياما في "فضاء تاوبرت للفن المعاصر" ببرلين، والذي افتتح في الثالث من الشهر الماضي، ويضمّ أعمالاً مختارة تمثّل تجربته التي تمتدّ لأكثر من ستين عاماً.

يشتمل المعرض على لوحات تمثّل جميع مراحل الفنان، حيث قدّم في الستينيات أصباغاً معدنية على ألواح خشبية رقيقة مغلفة بطلاء معدني، ثم استقرّ في السبعينيات على استخدام الأكريليك، قبل أن يتوجّه إلى الألوان الزيتية منذ الثمانينيات وحتى اليوم، وتبرز لوحاته أحادية اللون المقسّمة بشرائط رفيعة من الكروم. 

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

كما تعرض تركيبات من عناصر الباكليت والألومنيوم والتيتانيوم، ضمن تجريدات هندسية يصفها بقوله "أردت أن أصنع أشياء لا أثر لها في الرسم. أشياء موجودة في بعد مختلف. كنت أرغب في ابتكار أشياء لا يفهمها الأشخاص الذين يؤمنون بالرسم، وما زلت أفعل. لكن المشهد الفني في العالم لا تزال تهيمن عليه مفاهيم النحت والرسم نفسها. العالم لم يتغير كثيراً".

على هذا النحو، يقدّم كوياما رؤيته للفن التي تحيل أفكار "حركة السوبرماتيزم" (التفوقية) التي نظّر لها الفنان الروسي كازيمير ماليفيتش (1879 - 1935)، حول انتهاء المنظور كأساس للوحة، ما يعني ببساطة انتهاء فعل محاكاة الطبيعة الذي قام عليه التشكيل وجميع الفنون المجاورة له.

يبحث الفنان في أعماله عن مفهوم اللانهائية كحدود قصوى للفن والحياة معاً، في لوحات ضخمة الحجم عادة، وتحتوي مساحة لونية تستدعي من المتلقي النظر إلى أعلى بوصفه فضاءً مفتوحاً بألوان شفافّة ومريحة بصرياً مثل الوردي والأصفر، وتمنح إحساساً صوفياً غامضاً بالعالم الآخر.


 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون