"بيوت عائمة" لسامي زرقا.. ذاكرة السوري في ألفَي عام

20 يونيو 2024
من المعرض
+ الخط -
اظهر الملخص
- افتتح المعماري السوري سامي زرقا معرض "بيوت عائمة" في "متحف فيلا جالو رومان" بفرنسا، مستلهمًا من زيارته لموقع أثري يعود للعصر الروماني ومقابلات مع عائلات سورية في لوبان.
- يهدف المعرض لاستكشاف التغيرات الاجتماعية والمكانية الناجمة عن النزوح السوري، معتمدًا على الذاكرة الجماعية وتقديم تركيبات فنية تجمع بين منحوتات، أشياء خزفية، وطباعة ثلاثية الأبعاد.
- يدمج زرقا بين الآثار والمعمار في أعماله، مقدمًا "أساطير مجزأة" كتعبير عن الدمار الذي خلّفته الحرب والزلزال في سورية، مستخدمًا قطع الطين المكسّرة فوق أرضية الفسيفساء لتجسيد ذلك.

"بيوت عائمة" عنوان معرض المعماري السوري سامي زرقا الذي افتتح مساء الجمعة الماضي في "متحف فيلا جالو رومان" ببلدة لوبان (جنوب فرنسا)، ويتواصل حتى السابع من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، ضمن "أيام الآثار الأوروبية".

يثبّت زرقا إهداءً إلى "الملايين الذين يبحثون عن منزل"، على كتيب المعرض الذي "يمثّل تحدّياً صريحاً لأولئك الذين لديهم القدرة على ارتكاب العنف ضدّهم"، على حدّ وصفه، في إشارة إلى مشروعه الذي بدأه في خريف العام الماضي عندما زار موقعاً أثرياً في الجنوب الفرنسي يعود إلى العصر الروماني، وشاهد فسيفساء يبلغ عمرها حوالي 2000 عام.

بدت الفسيفساء، التي تتضمّن زخارف لكرمة العنب وأشكالاً هندسية، مألوفة بالنسبة إليه، وتبيّن أن حرفيّين قدموا من سورية هُم من شيّد هذا المعلم الذي يبعد آلاف الكيلومترات. وبموازاة ذلك، أجرى مقابلات مع خمس عشرة عائلة سورية تعيش في لوبان ومحيطها، ولم يكن قد حدّد فكرة مشروعه بعد.

يستكشف المعرض التغيرات الاجتماعية المكانية الناجمة عن النزوح السوري

يسعى زرقا، الذي يهتم في دراساته المعمارية بإعادة الإعمار بعد الحرب على أساس الذاكرة الجماعية، إلى استكشاف التغيرات الاجتماعية المكانية الناجمة عن النزوح باعتباره محور عمله بصفته فنّاناً بصرياً، من خلال نقل أرشيفاته وذكريات المنازل المفقودة لتصميم ذاكرة جديدة من خلال تركيبات مكوّنة من منحوتات وأشياء خزفية وطباعة ثلاثية الأبعاد مرتبط بعضها ببعض.

قام المعماري السوري بإجراء مقارنة للوصول إلى تلك القواسم المشتركة بين الطريقة التي قدّم بها السوريون حرفتهم في فرنسا خلال القرن الثاني الميلادي وبين ما جلبته العائلات السورية التي استقرّت في المنطقة نفسها من وطنها، رغم فارق الزمن الذي يصل إلى عشرات القرون.

الصورة
من المعرض
من المعرض

يدمج زرقا بين الآثار والمعمار في أعماله الفنية المعروضة في محاولة لفهم دورة البناء والهدم، والذكريات وقصص اللجوء المرتبطة بها، وكيف يؤثّر كلّ ذلك على طرق تكيّف اللاجئين السوريين مع محيطهم الجديد، والذين يحملون بقايا منازلهم التي تركوها في داخلهم ويفكّرون في إعادة بنائها.

يتضمّن المعرض عملاً بعنوان "أساطير مجزأة"، نفّذه بناءً على المقابلات مع العائلات السورية، وهو تركيب يتكوّن من قطع مكسّرة من الطين فوق أرضية الفسيفساء، في إشارة إلى الدمار الذي خلّفته الحرب في سورية أو الزلزال الذي ضربها العام الماضي.

المساهمون