"بينالي الفن الآسيوي": عن الوطن والنزوح

16 ديسمبر 2022
من دورة سابقة
+ الخط -

بعد تأجيل دام لأربع سنوات بسبب تفشّي فيروس "كوفيد 19"، يعود "بينالي الفن الآسيوي" في نسخته التاسعة عشر التي انطلقت الخميس الماضي، في العاصمة البنغالية؛ دكا، وتتواصل حتى السابع من الشهر المقبل، لتتناول حوادث الهجرة القسرية الآخذة في الارتفاع بسبب الحروب والكوارث الطبيعية في مختلف أنحاء العالم.

يجتمع في الدورة حوالي خمسمئة فنانٍ من قرابة مئة وأربعة عشر بلداً، من أجل إعادة تعريف فكرة الوطن/ المنزل، بحسب المنظّمين، الذي أشاروا في بيان صحافي إلى أن هذه الفكرة "لطالما ألهمت الفنانين دائماً لاستكشاف تعبيرات مختلفة، بدءاً من الفضاء المحلّي إلى الأمّة".

يطرح المنظمون تساؤلات حول كيف تأثير النفي والنزوح على الإبداع البشري

التظاهرة التي أسّستها "أكاديمية شيلباكالا" عام 1981، تبنّت منظوراً تجاه الفن بوصف تعبيراته انعكاساً للترابط مع المجتمع والبيئة، في محاولة لتشجيع الفنّانين في بنغلاديش والعالم كلّه لاستكشاف سياقهم الاجتماعي وقيمهم الثقافية والجمالية وتاريخهم، وفي الوقت نفسه، دفهم نحو الانخراط في الاتجاهات الثقافية والتكنولوجية المعاصرة.

ولا ينفصل موضوع العام عن راهن بنغلاديش التي تحتضن حوالي مليون لاجئ من شعب الروهينغيا المسلم الذي هُجّر قسراً من بلاده ميانمار بدءاً من عام 2017، يشكّل الأطفال أكثر من 60% منهم، وهم يعتمدون اعتماداً كاملاً على المساعدات الإنسانية التي لا تكفيهم، نظراً لتزايد أعدادهم.

ويركّز البينالي التعقيدات التي يشهدها العالم المعولم، حيث يؤدي التهجير القسري إلى اقتلاع مجتمعات بأكملها عن أراضيهم وزرعها في أماكن بعيدة، في حالة اجتماعية واقتصادية تفرض مصطلحات جديدة تتعلّق بعدم الاستقرار والصدمة والاغتراب.

يطرح المنظّمون مجموعة من الأسئلة على الفنانين المشاركين مثل: كيف يتفاعل الفنان عندما يصبح الوطن بالنسبة للكثيرين ذكرى بعيدة أو تذكيراً دائمًا بالصدمة التي يجب أن يعيشها مراراً وتكراراً؟ وما هي المشاعر التي يثيرها المنفى؟ وكيف يؤثّر النفي والنزوح على الإبداع البشري؟

ويشير هؤلاء إلى مفارقة كبرى يعيشها العالم، ففي الوقت الذي يحظى فيه هجوم إرهابي أو جريمة كراهية في أوروبا بتغطية عالمية، يجري تجاهل ملايين الأشخاص التعساء الذن يغيبون عن الخطاب الرسمي لمعظم دول العالم.

يحتضن "الغاليري الوطني للفنون" في دكا حوالي ستمئة وخمسين عملاً نفّذها المشاركون، الذين يتنافسون على تسع جوائز تقرّر نتائجها لجنة تحكيم مكوّنة من الأكاديميين والفنانين: رفيقون نبي من بنغلاديش، وجاغاث وييراسينغي من سريلانكا، ونورسيرين تور من تركيا، وإيونا بلازويك من المملكة المتّحدة، وياروسلاف سوشان من بولندا.

المساهمون