نشط خلال السنوات الماضية عدد من الفرق الصوفية في عُمان، استطاعت تقديم اختيارات نوعية للجمهور. في هذا السياق، انطلقت عام 2018 النسخة الأولى من "مهرجان بيت الزبير للموسيقى الصوفية"، بهدف إضاءة هذا المشهد من خلال موعد سنوي.
إلّا أنّ الاستمرارية لم تُكتب لذلك الحدث، حتى قبل أن تنتشر جائحة كورونا، وتفرض على الفعاليات الثقافية التوقّف، كما أنّ المنظّمين حينها لم يوضّحوا أسباب توقّفهم كلّ هذه المدّة، وسينتظر الجمهور مرور سنواتٍ خمس قبل أن تعود التظاهرة للانتظام من جديد.
بدأت، أول أمس الإثنين، فعاليات "مهرجان بيت الزبير للموسيقى الصوفية" في دورتها الثانية، التي تنتظم لمدّة ثلاث ليالٍ بمشاركة محلّية وعربية، وتقام على خشبة مسرح "منتجع شانغريلا - بر الجصة" في مسقط، ومن المقرّر أن تُختتم مساء اليوم .
خُصّصت الليلة الأولى لـ"مجموعة حامد داود للإنشاد والتراث" (سورية)، التي يعود تأسيسها إلى عام 1984. قدّمت المجموعة أناشيد ومدائح مختلفة ووصلات موسيقية بمقامَي الرست والحجاز، إلى جانب رقصة الدراويش حيث درجت المجموعة على إرفاقها بغالبية المهرجانات التي تشارك بها.
أما الليلة الثانية فقدّمتها "فرقة الزاوية العُمانية"، التي تأسست عام 2015، وسبق لها أن حلّت ضيفة على تظاهرات مختلفة، ولعلّ أبرزها "مهرجان فاس العالمي للموسيقى الروحية" بالمغرب في حزيران/ يونيو الماضي. ومن القصائد التي أدّتها الفرقة ليلة أمس: "زدني بفرط الحب"، و"يا مريداً فُزتَ بهِ"، و"أَتيناكَ بالفقرِ يا ذا الغنى"، و"أرى الصادقين"، بمشاركة المنشد الصوفي التنزاني يحيى بيهقي حسين.
وتُختتم الليالي الصوفية، مساء اليوم، مع "فرقة الحضرة للإنشاد الصوفي" (مصر)، وهي فرقة تهدف إلى نقل تراث الحَضْرات الصوفية المصرية من المجالس والساحات والجوامع إلى المسارح، في صورة عرض فني لا يُغفِل جانب جودة الصنعة الفنية.