بغير هذا الحبر

10 نوفمبر 2024
طفلان ينظران من خلال شبّاك مدرسة حوّلها العدوان إلى ملجأ، خانيونس، 9 نوفمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

في أنتويرب يكون بإمكانك سماع الصراخ بعد منتصف الليل. أين الروَاق والغرب أعاد سيرة توحّشه الأُولى، بكلّ جبروت التكنولوجيا التي هي مسٌّ من عمل الشيطان الأميركي؟

كلّا، ليست هي لحظة غرق السفينة، وإنّما صعود قارّة المقاومة من أعماق الأنقاض والأشلاء.

سأبكيك يا سندنا، لأنّك أكثر من وقف معنا من العرب والمسلمين. سأبكيك، يا بطل هذا الزمان، في زمن جعله الغربُ يحتقر البطولات، على صعيد الرعاع والمثقّفين المثقوبين ـ البطولات على ندرتها، بدعوى ألّا قدرة للعرب إلّا على الخضوع، وإلّا زالوا. إنّ أمثال هؤلاء لحقٌّ عليهم الزوال، لأنّهم غير جديرين بأوطانهم ولا بمعنى حياتهم فوق ترابها النازف.

وداعاً أيها العبد الصالح، الصادق الصدوق، المقاوم، الشاعر، رمز أمّة في زمن الضنك.

لوددت لو أكتب لك، بغير هذا الحبر الملحوق: بقوّة تعبيرية غير عادية، حين أُمضي ساعة زمن في تأمّل برعم بازغ، أثناء الطريق على خلفية زرقاء.. ثمّ لا أجد ظلّاً لهذا على الورقة البيضاء، آن العودة إلى البيت.

لوددت لو أكتب لك، بما يليق بمقامك العالي، ولكنّه زمن تلاحق الأحداث الذي لا يُطاق.


* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا

موقف
التحديثات الحية
المساهمون